للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإعدام جبل.

فخرج غير الخارق للعادة كطلوع الشمس كل يوم.

الثاني: أن تكون مقرونة بالتحدي، وهو طلب المعارضة والمقابلة.

قال الجوهري: يقال: تحديت فلانًا، إذا باريته في فعل ونازعته......... ..........


على عقرها، وكانت عنيزة أم غنم لها بنات حسان، وإبل، وبقر، وغنم، وصدوف بنت المحيا، وكانت جميلة، وكانتا من أشد الناس عداوة لصالح, وتحبان عقرها لما أضرَّ بمواشيهما، فدعت صدوف ابن عمها مصدع بن مهرج بن المحيا، وجعلت له نفسها على عقر الناقة فأجابها، ودعت عنيزة قدار بن سالف، رجلًا أحمر أزرق قصيرًا عزيزًا، متبعًا في قومه، فقال: أعطيك أي بناتي شئت على أن تعقر الناقة, فانطق هو ومصدع فاستغويا غواة ثمود، فاتبعهم سبعة، فانطلقوا فرصدوها حين صدرت عن الماء، وكمن لها قدار في أصل صخرة على طريقها، وكَمُنَ مصدع في أخرى، فمرّت عليه، فرمى بسهم، فانتظم به عضلة ساقها، فشد قدار عليها بالسيف، فكشف عرقوبها، فخرت ورغت، ثم نحرها في لبتها، فخرج أهل البلد، فاقتسموا لحمها وطبخوه، فانطلق سقبها حتى أتى جبلًا منيعًا يقال له: صنو، وقيل: فاره وأتى صالح، فقيل له: عقرت الناقة، فأقبل وخرجوا يعتذرون، إنما عقرها فلان ولا ذنب لنا, فقال صالح أدركوا الفصل، فعسى أن يرفع عنكم العذاب، فلمَّا رأوه على الجبل ذهبوا ليأخذوه، فأوحى الله إلى الجبل فتطاول حتى ما ناله الطير، وجاء صالح فلمَّا رآه الفصيل بكى حتى سالت دموعه, ثم رغا ثلاثًا وانفجرت الصخرة فدخلها, فقال صالح: لكل رغوة أجل يوم, {تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ} ، وقيل: اتبع السق أربعة من التسعة الذين عقروا الناقة, منهم: مصدع رماه بسهم فانتظم قلبه، ثم جَرَّ برجله، فأنزله فألقوا لحمه مع لحم أمه، فقال صالح: انتهكتم حرمة الله، فأبشروا بعذابه ونقمته, تصبحون غدًا -وكان يوم الخميس- وجوهكم مصفرة، ثم تصبحون يوم العروبة وجوهكم محمرة, ثم تصبحون وجوهكم مسودة، ثم يصبحكم العذاب, فلمَّا رأوا العلامات طلبوا قتله، فأنجاه الله، فلمَّا كان ليلة الأحد خرج هو ومن أسلم معه إلى الشام، فنزل رملة فلسطين، فلما كانت ضحوة اليوم الرابع تحنَّطوا، وتكفَّنوا وألقوا أنفسهم إلى الأرض، يقلبون أبصارهم إليها مرة وإلى السماء مرة، فلمَّا اشتد الضحاء أتتهم صيحة من السماء، فقطَّعت قلوبهم، فهلكوا كبيرهم وصغيرهم، وقدار -بضم القاف، وفتح الدال المهملة الخفيفة فألف فراء- "وإعدام جبل" فخرج غير الخارق للعادة، كطلوع الشمس كل يوم" والقمر كل ليلة.
"الثاني: أن تكون مقرونة بالتحدي، وهو طلب المعارضة والمقابلة".
"قال الجوهري: يقال تحديث فلانًا إذا باريته" أي: عارضته "في فعل ونازعته"

<<  <  ج: ص:  >  >>