وروى ابن سعد مرفوعًا: "رأت أمي حين وضعتني سطع منها نور أضاء له قصور بصرى" , وحكمته الإشارة إلى ما يجيء به من النور الذي اهتدى به الخلق, وتخصيص الشام إشارة إلى ما خصها من نوره، لأنه أسري بها إليها وخصت بصرى؛ لأنها أول ما دخل ذلك النور المحمدي، إذ كانت أول ما فتح من الشام, أو إشارة إلى أنه ينور البصائر، ويحيي القلوب الميتة, على أن ابن سعد قد روى عن ابن عباس وغيره: أن آمنة قالت: لما فصل مني، تعني: النبي -صلى الله عليه وسلم, خرج معه نور أضاء له ما بين المشرق والمغرب, "ومسح الطائر على فؤاد أمه حتى لم تجد ألمًا" وجعًا "لولادته" وعه في هذا القسم مع أنه قل الولادة؛ لأنه أراد بحينها أعمّ منهم نفسها" أو ما قاربها، فدخل ما وجد زمن الحمل به "والطواف به في الآفاق" مارق الأرض ومغاربها وبحارها، ليعرفوه باسمه ونعته وصورته في جميع الأرض، كما في حديث رواه الخطيب "إلى غير ذلك" مما مَرَّ بعضه في المقصد الأول, وكانشقاق القمر عند اقتراحه" أي: طلبهم منه تعنتًا "عليه، وتحكمًا، واختيارًا" وانضمام الشجرتين لما دعاهما إليه" ليستتر بها حين قضى حاجته، "وكإطعام الجيش الكثير من النزر،" بنون وزاي، "اليسير" صفة كاشفة؛ إذ النزر القليل في عدة من المواضع يأتي بيان بعضها "و" في أوقات استيلاء غلبة وتتابع الفجائع, أي: الشدائد جمع فجيعة، حتى كأنها أحاطت بجميع أجساد الصحابة -رضي الله عنهم، وغير ذلك مما أمَّده الله به من المعجزات، وأكرمه به من خوارق العادات، تأييدًا" تقوية "لإقامة حجته، وتمهيدًا لهداية محجته": طريقه الواضحة وتأبيدًا" بموحدة