قال الحافظ: هذا هو المحفوظ، ووقع عند ابن مردويه، وأبي نعيم، عن إبراهيم عن علقمة: والمحفوظ المشهور عن أبي معمر، "عن ابن مسعود،" وأخرجه مسلم من طريق أخرى عن شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عمر، وقد علَّقه البخاري عن مجاهد، عن أبي معمر، عن ابن مسعود، فالله أعلم هل عند مجاهد فيه إسنادان، أو قول من قال ابن عمر، وهم من أبي معمر، "ثم قال: وله طرق أخرى شتى بحيث لا يمترى في تواتره، انتهى. وقد جاءت أحاديث الانشقاق في روايات صحيحة، عن جماعة من الصحابة، منهم: أنس بن مالك "وابن مسعود" عبد الله، وابن عباس، وعلي" بن أبي طالب، "وحذيفة" بن اليمان، وجبير بن مطعم النوفلي، "وابن عمر" بن الخطاب, "وغيرهم، فأمَّا أنس وابن عباس فلم يحضرا ذلك؛ لأنه -أي: الانشقاق- كان بمكة قبل الهجرة بنحو خمس سنين، وكان ابن عباس إذا ذاك لم يولد؛ إذ ولادته قبلها بثلاث سنين بالشعب، على الصحيح المحفوظ. "وأما أنس، فكان ابن أربع أو خمس سنين بالمدينة،" فحديثها مرسل صحابي، "وأمَّا غيرهما، فيمكن أن يكون شاهد ذلك" فحدَّث عمَّا شاهد، ويمكن أن يكون حمله عن غيره، والأظهر الأول، "ففي الصحيحين من حديث أنس -رضي الله عنه: إن أهل مكة" -أي: كفار قريش, وتأتي رواية تسميتهم، "سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يريهم آية" معجزة تشهدة لما ادعاه من