"و" في الصحيحين "من حديث ابن مسعود، قال: انشقَّ القمر على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم" أي: في زمنه وأيامه، "فرقتين" -بكسر الفاء وسكون الراء- بمعنى: قطعتين، والمراد: نصفين، وانتصابه على المصدر من معنى انشقَّ، كقعد جلوسًا أو بتقدير: وافترق فرقتين، "فرقة" بالنصب يدل "فوق الجبل، وفرقة دونه،" أي: في مقابلته، منفصلًا عنه، لا تحته، كما قيل: فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "اشهدوا". قال الحافظ: أي: اضبطوا هذا القدر بالمشاهدة، والجبل: حراء، كما في الحديث قبله، لكن روى عبد الرزاق والبيهقي من طريقه، عن ابن مسعود: رأيت القمر منشقًّا شقتين، شقة على أبي قبيس، وشقة على السويداء، والسويداء -بالمد والتصغير: ناحية خارج مكة عندها جبل، وقوله: على أبي قبيس، يحتمل أنه رآه كذلك، وهو بمنَى، كأن يكون على مكان مرتفع؛ بحيث رأى طرف جبل أبي قبيس، ويحتمل أن القمر استمرَّ منشقًّا حتى رجع ابن مسعود من منَى إلى مكة فرآه كذلك، وفيه بعده, والذي يقتضيه غالب الروايات أن الانشقاق كان قرب غروبه، ويؤيد إسنادهم الرؤية إلى جهة الجبل، ويحتمل أن الانشقاق وقع أول طلوع، فإن في بعض الروايات أن ذلك كان ليلة البدر، والتعبير بأبي قبيس من تغيير بعض الرواة؛ لأن الغرض ثبوت رؤيته منشقًّا إحدى الشقتين على جبل، والأخرى على جبل أخر، ولا يغاير ذلك قول الراوي الآخر: رأيت الجبل بينهما، أي: بين الفرقتين؛ لأنه إذا ذهبت فرقة عن يمين الجبل، وفرقة عن يساره مثلًا, صدق أنه بينهما، وأي جبل آخر كان من جهة يمينه أو يساره صدق أنها عليه أيضًا، انتهى. "وفي الترمذي من حديث ابن عمر" بن الخطاب، "في قوله تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ