"وقد أنكر هذه المعجزة جماعة من المبتدعة، كجمهور الفلاسفة، متمسكين بأن الأجرام العلوية لملاستها، لا يتهيأ" لا يمكن "فيها الانخراق والالتئام, وكذا قالوه في فتح أبواب السماء ليلة الإسراء إلى" أي: مع "غير ذلك" من إنكارهم ما يكون يوم القيامة من تكوين الشمس، وغير ذلك، "وجواب هؤلاء إن كانوا كفارًا أن يناظروا أولًا على ثبوت دين الإسلام، فإذا تمت" المناظرة، وثبت عندهم دين الإسلام، "اشتركوا مع غيرهم ممن أنكر ذلك من المسلمين", فيناظروا ثانيًا بإقامة الحجة على إثبات الانشقاق، كما حكي أنَّ أبا بكر بن الطيب لما أرسله صاحب الدولة لملك الروم بقسطنطينية، وإن أجَلّ علماء الإسلام، أحضر بعض بطارقته، فقال له: تزعمون أن القمر انشقَّ لنبيكم، فهل للقمر قرابة منكم حتى ترونه دون غيركم؟ فقال: وهل بينكم وبين المائدة إخوة ونسب إذ رأيتموها، ولم ترها اليهود، ويونان، والمجوس الذين أنكروها، وهم في جواركم؟ فأفحم ولم يحر جوابًا، والقصة طويلة في الشرح، "ومتى سلم المسلم بعض ذلك دون بعض لزم التناقض، ولا سبيل له إلى إنكار ما ثبت في القرآن من الانخراق والالتئام في يوم القيامة"؛ لأنه كفر، "وإذا ثبت هذا استلزم أيضًا وقوع ذلك معجزة لنبي الله -صلى الله عليه وسلم, يرد عليه أن مجرد ثبوت ذلك في القيامة إنما يستلزم جواز وقوعه، والجواز لا يستلزم الوقوع، فالمناسب أن يقول: استلزم جواز وقوع ذلك معجزة، كما عبَّر به الحافظ في الفتح.