"وقد أجاب عن ذلك القدماء من العلماء، فقال الزجاج" بفتح الزاي والتشديد نسبة إلى خرط الزجاج، أبو إسحاق إبراهيم بن السري "الإمام، العلامة، المتوفَّى سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وهو شيخ الزجاجي، صاحب الحمل "في معاني القرآن: أنكر بعض المبتدعة الموافقين لمخالفي الملة،" الكفار "انشقاق القمر،" لاستحالته بزعم الكاذب, ولا إنكار للعقل فيه؛ لأن القمر هو مخلوق, لله أن يفعل فيه ما يشاء، كما يكوره, أي: يلففه ويذهب نوره "يوم القيامة ويفنيه، انتهى". وأما قول بعض الملاحدة: لو وقع هذا النقل متواترًا، اشترك أهل الأرض كلهم في معرفته، ولم يختص به أهل مكة؛ لأنه أمر صدر عن حس أمر محسوس بحاسة البصر، "ومشاهدة" يشبه عطف التفسير، "فالناس فيه شركاء، والدواعي متوفرة على رواية" نقل "كل غريب، ونقل ما لم يعهد، ولو كان لذلك أصل لخلد في كتب التيسير -بفوقية، فسين مهملة، فتحتيتين، فراء- أي: الهيئة, "والتتنجيم؛ إذ لا يجوز" عقلًا وعادة "إطباقهم على تركه، وإغفاله مع جلالة شأنه ووضوح أمره، فأجاب عنه الخطابي وغيره: بأن هذه القصة خرجت عن بقية "الأمور التي ذكروها؛ لأنه شيء طلبه خاص من الناس، فوقع ليلًا؛ لأن القمر لا سلطان له بالنهار، ومن شأن الليل أن يكون الناس فيه نيامًا ومستكنين في الأبنية،"