للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلمَّا كان ذلك اليوم أشرفت قريش ينتظرون، وقد ولَّى النهار ولم تجئ، فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم, فزيد له في النهار ساعة, وحبست عليه الشمس.

وهذا يعارضه ما في الحديث الصحيح: لم تحبس الشمس على أحد إلّا ليوشع بن نون،.......


الباء والكسر أَوْلَى، كما في المحكم وغيره -ممدود والهمزة مفتوحة على الثلاث، وحكى ابن هشام، فتح الهمزة، وكسر الهمزة، وفتح الباء، وقال: هذه أفصح اللغات، فلمَّا كان ذلك اليوم" بالرفع والنصب، والأول أولى؛ لأنه نعت فاعل كان التامة بمعنى وجد، "أشرقت" بمعجمة، وراء مهملة وراء مهملة وفاء, "قريش" أي: قامت على شرف, وهو المكان المرتفع لتنظر العير قادمة أم لا، "ينتظرون" حال أو مستأنف, أي: يترقَّبون قدوم عيرهم في اليوم الموعود، وقد ولَّى النهار،" قارب ذلك اليوم أن يتم ويدخل الليل بغروب الشمس، "ولم تجئ" العير "فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم" سأله ربه أن يمد له ذلك اليوم حتى تجيء العير قبل انقضائه، "فزيد له في النهار ساعة، "ذلك أنه "حُبِسَت عليه الشمس" أمسكها الله بقدرته وعوَّقها عن سيرها المعتاد حتى قدمت العير قبل غروبها، وعورض هذا بما ورد، واقتصر عليه البيضاوي والزمخشري أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: "يقدمها جمل أورق عليه غرارتان مخططتان، تطلع عليكم عند طلوع الشمس"، فخرجوا ينتظرون طلوعها، فقال قائل منهم: هذه الشمس قد طلعت, فقال آخر: وهذه الإبل قد طلعت يقدمها.... إلخ، فقالوا: إن هذا إلّا سحر مبين.
وعند ابن أبي حاتم: فلمَّا كان ذلك اليوم، أي: الذي قال إنهم يأتون فيها أشرف الناس ينتظرون، حتى إذا كان قرب نصف النهار أقبلت لعير يقدمهم ذلك الجمل، كما وصف -صلى الله عليه وسلم، ولا معارضة؛ لأنه مرَّ بعيرين، بل بثلاثة، وكان إحداها تأخرت.
روى ابن مردويه والطبراني، عن أم هانيء, قالوا: أخبرنا عن عيرنا، قال: "أتيت على عير بني فلان بالروحاء قد أضلّوا ناقة لهم، فانطلقوا في طلبها، فانتهيت إلى رحالهم، فليس بها منهم أحد، وإذا قدح ماء فشربت منه, ثم انتهيت إلى عير بني فلان بمكان كذا وكذا، فيها جمل عليه غرارتان، غرارة سوداء وغرارة بيضاء، فلا حاذيت العير نفرت، وصرع ذلك البعير وانكسر، ثم انتهيت إلى عير بني فلان بالتنعيم، يقدمهم حمل أورق عليه مسح أسود وغرارتان سوداوان" الحديث.
"وهذا يعارضه ما في الحديث الصحيح" الذي أخرجه أحمد برجال الصحيح: "لم تحبس الشمس على أحد" لفظ أحمد عن أبي هريرة، قال -صلى الله عليه وسلم: "إن الشمس لم تحبس لبشر إلا ليوشع" بالشين المعجمة، ومهملة "ابن نون" مجرور بالإضافة منصرف على الأصح, وإن

<<  <  ج: ص:  >  >>