للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعني: حين قاتل الجبارين يوم الجمعة, فلمَّا أدبرت الشمس خاف أن تغيب قبل أن يفرغ منهم, ويدخل السبت فلا يحلّ لهم قتالهم فيه، فدعا فردّ عليه الشمس حتى فرغ من قتالهم.

قال الحافظ بن كثير فيه: إن هذا كان من خصائص يوشع، فيدل على ضعف الحديث الذي رويناه أن الشمس رجعت حتى صلَّى علي بن أبي طالب العصر، وقد صحَّحه أحمد بن صالح المصري، ولكنه منكر، ليس في شيء من الصحاح والحسان، وهو مما تتوفر الدواعي على نقله، وتفرَّدت بنقله امرأة من أهل البيت مجهولة لا يعرف حالها. انتهى.


كان أعجميًّا لسكون وسطه، كنوح ولوط ونون ابن افرايم بن يوسف، كان يوشع يخدم موسى ويتبعه، ولذا سمَّاه الله فتاه، وبقية رواية أحمد: ليالي سار إلى بيت المقدس. وأخرجه الخطيب في تاريخه من حديث أبي هريرة، بلفظ: "ما حبست الشمس على بشر قطّ إلا على يوشع، ليالي سار إلى بيت المقدس" ,"يعني: حين قاتل الجبارين يوم الجمعة" بعد موت موسى وهارون في التيه، وكان رحمة لهما، وعذابًا لأولئك، وسأل موسى ربه أن يدنيه من الأرض المقدَّسة رمية حجر، فأدناه، كما في الحديث، ونبيء يوشع عند الأربعين، وأمر بقتال الجبارين، فسار بمن بقي معه وقاتلهم يوم الجمعة، "فلمَّا أدبرت الشمس،" قاربت الغروب, "خاف أن تغيب قبل أن يفرغ منهم ويدخل السبت فلا يحل لهم قتالهم فيه، فدعا الله، فردّ عليه الشمس" ساعة "حتى فرغ من قتالهم", ويقال: كان علم النجم صحيحًا قبل، فلمّا وقفت ليوشع بطل أكثره، ولما ردت لعلي بطل جميعه.
"قال الحافظ ابن كثير فيه: إن هذا كان من خصائص يوشع" وبه اشتُهر، حتى قال أبو تمام في قصيدة:
فو الله ما أدري أأحلام نائم ... ألمت بنا أم كان في الركب يوشع
"فيدل على ضعف الحديث الذي رويناه، أنَّ الشمس رجعت حتى صلى علي بن أبي طالب العصر، وقد صححه أحمد بن الح المصري، ولكنه منكر" أي: ضعيف؛ إذ المنكر من أقسامه، "ليس في شيء من الصحاح والحسان" ممنوع لوروده من طرق ثلاثة حسان، كما مَرَّ، وتقرَّر أنه يرتقي بذلك للصحة، وهو مما تتوفر الدواعي على نقله" لغرابته، "وتفرَّدت بنقله امرأة من أهل البيت، مجهولة لا يعرف حالها" فيه نظر أيضًا، فقد رواه جماعة وتعددت طرقه، كما بينه في النكت، وتلخيص الموضوع، وسبل الهدى وغيرهم، "انتهى" كلام ابن كثير، ولم يثبت في كل النسخ، بل بعضها.

<<  <  ج: ص:  >  >>