للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مما ذكره في "شفاء الغرام" عن علم الدين أحمد بن أبي بكر بن خليل قال: أخبرني عمّي سليمان قال: أخبرني محمد بن إسماعيل بن أبي الصيف، قال: أخبرني أبو حفص الميانشي قال: أخبرني كلّ من لقيته بمكة أن هذا الحجر -يعني المذكور- هو الذي كلّم النبي -صلى الله عليه وسلم.

وروى الترمذي والدارمي والحاكم وصحّحه، عن علي بن أبي طالب قال: كنت أمشي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- بمكة, فخرجنا في بعض نواحيها، فما استقبله شجر ولا حجر إلّا قال: السلام عليك يا رسول الله.


مما ذكره في شفاء الغرام" في تاريخ البلد الحرام، للحافظ تقي الدين محمد بن أحمد الشريف الفاسي، "عن علم الدين أحمد بن أبي بكر بن خليل" العسقلاني، "قال: "أخبرني عمي سليمان قال: أخبرني محمد بن إسماعيل" بن عبد الله، بن أبي الصيف -بصاد مهملة- اليمنى، سمع بمكة أبا نصر عبد الرحمن اليوسفي، والمبارك بن الطباخ وطبقتهما.
قال الذهبي: كان عارفًا بالمذهب, وحصل كثيرًا من الكتب، وله نكت على التنبيه، مشتملة على فوائد، وجمع أربعين حديثًا عن أربعين شيخًا، من أربعين مدينة، سمع الكل بمكة، وكان على طريقة حسنه، وسيرة جميلة وخير، مات بمكة في ذي الحجة سنة سبع، وقيل: ست وستمائة.
"قال: أخبرني أبو حفص الميانشي" نسبة إلى ميانش، قال في المراصد -بالفتح وتشديد الثاني- أي: التحتانية، فألف، فنون مكسورة، وشين معجمة، قرية من قرى المهدية فيها ماء عذب، إذا قصر الماء بالمهدية، استجلب منها.
"قال: أخبرني كلّ من لقيته بمكة أن هذا الحجر، يعني المذكور" في كلام ابن رشيد من أنه الحجر المبني في الجدار، المقابل لدار أبي بكر، المشهورة بسوق الليل، "هو الذي كلّم النبي -صلى الله عليه وسلم", لكنه وإن اشتهر لا يعادل الأول لأنه رواية.
"وروى الترمذي" وقال: حسن غريب، والدارميّ والحاكم، وصحّحه عن علي بن أبي طالب، قال: كنت أمشي مع النبي -صلى الله عليه وسلم- بمكة، فخرجنا في بعض نواحيها، وفي الشفاء عن علي: فخرج إلى بعض نواحيها، فما استقبله شجر ولا حجر، إلّا قال" له كلّ منهما: "السلام عليك يا رسول الله! " بأن خلق الله فيه نطقًا، وإن لم يكن معه حياة؛ لأنه لا تلازم بينهما كما سبق، لكن قال بعض الظاهر: إنه كان فيه حياة أيضًا، وهذا كما قاله ابن إسحاق: كان في بدء النبوة تطمينًا لقلبه، وتبشيرًا له، بانقياد الخلق له بعد ذلك، وإجابتهم لدعوته.

<<  <  ج: ص:  >  >>