"وعن جابر بن عبد الله" رضي الله عنهما، "قال: لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم" في ابتداء بعثته "يمر بحجر ولا شجر إلّا سجد له", أي: انخفض حتى مسَّ الأرض على هيئة السجود، تواضعًا له تعظيمًا وتكريمًا، كما سجدت الملائكة لآدم، والسجود لغير الله إنما يمتنع من البشر، "رواه" بيض بعده، وقد رواه البيهقي في الدلائل عن جابر بلفظه، ومثله لا يقال رأيًا، فيحتمل أنه سمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم، كحديث عائشة قبله، ويحتمل من غيره ممن شاهد ذلك، لا أنَّه من باب الكشف، كما زعم بعض؛ إذ لا دخل له في الأحاديث، ولا أنه شاهد ذلك؛ لأنه في ابتدا بعثته ولم يكن جابر حينئذ معه، "ومن ذلك تأمين أسكفة" بضم الهمزة والكاف، بينهما مهملة ساكنة، ثم فاء ثقيلة مفتوحة، فهاء: عتبة "الباب" العليا، وقد تستعمل في السفلى، والجمع: إسكفات، "وحوائط البيت:" جمع حائط، أي: جدرانه المحيطة بجوانبه ونواحيه، "على دعائه -عليه الصلاة والسلام، عن أبي أسيد" بضم الهمزة وفتح المهملة، مالك بن ربيعة "الساعدي" مشهور بكنيته، شهد بدرًا وغيرها، ومات سنة ثلاثين، وقيل بعد ذلك، حتى قال المدائني: مات سنة ستين، قال: وهو آخر من مات من البدريين. "قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للعباس بن عبد المطلب: "يا أبا الفضل" كنيته باسم أكبر