للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "لما استقبلني جبريل بالرسالة جعلت لا أمرُّ بحجر ولا شجر إلا قال: السلام عليك يا رسول الله ". رواه البزار وأبو نعيم.

وعن جابر بن عبد الله قال: لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- يمر بحجر ولا شجر إلّا سجد له. رواه.

ومن ذلك: تأمين أسكفة الباب وحوائط البيت على دعائه -عليه الصلاة والسلام، عن أبي أسيد الساعدي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للعباس بن عبد المطلب: "يا أبا الفضل،......


"وعن عائشة -رضي الله تعالى عنها- قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "لما استقبلني جبريل" أي: نزل عليّ وأتاني "بالرسالة، جعلت" , أي: صرت "لا أمر بحجر ولا شجر، إلا قال: السلام عليك يا رسول الله" , وأمر بقربه الحجر كيف ينكره البشر، "رواه البزار وأبو نعيم،" وثبت حديث عائشة هنا في نسخ، وسقط في أخرى، ويأتي للمصنف قريبًا إعادته مع حديث عليّ قبله في قوله: ومن ذلك كلام الشجر ولا تكرار، لأنه ساقهما هنا استدلالًا على تسليم الحجر، وثَمَّة على كلام الشجر.
"وعن جابر بن عبد الله" رضي الله عنهما، "قال: لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم" في ابتداء بعثته "يمر بحجر ولا شجر إلّا سجد له", أي: انخفض حتى مسَّ الأرض على هيئة السجود، تواضعًا له تعظيمًا وتكريمًا، كما سجدت الملائكة لآدم، والسجود لغير الله إنما يمتنع من البشر، "رواه" بيض بعده، وقد رواه البيهقي في الدلائل عن جابر بلفظه، ومثله لا يقال رأيًا، فيحتمل أنه سمعه من النبي -صلى الله عليه وسلم، كحديث عائشة قبله، ويحتمل من غيره ممن شاهد ذلك، لا أنَّه من باب الكشف، كما زعم بعض؛ إذ لا دخل له في الأحاديث، ولا أنه شاهد ذلك؛ لأنه في ابتدا بعثته ولم يكن جابر حينئذ معه، "ومن ذلك تأمين أسكفة" بضم الهمزة والكاف، بينهما مهملة ساكنة، ثم فاء ثقيلة مفتوحة، فهاء: عتبة "الباب" العليا، وقد تستعمل في السفلى، والجمع: إسكفات، "وحوائط البيت:" جمع حائط، أي: جدرانه المحيطة بجوانبه ونواحيه، "على دعائه -عليه الصلاة والسلام، عن أبي أسيد" بضم الهمزة وفتح المهملة، مالك بن ربيعة "الساعدي" مشهور بكنيته، شهد بدرًا وغيرها، ومات سنة ثلاثين، وقيل بعد ذلك، حتى قال المدائني: مات سنة ستين، قال: وهو آخر من مات من البدريين.
"قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للعباس بن عبد المطلب: "يا أبا الفضل" كنيته باسم أكبر

<<  <  ج: ص:  >  >>