للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا ترم منزلك أنت وبنوك غدًا حتى آتيكم، فإن لي فيكم حاجة" , فانتظروه حتى جاء بعد ما أضحى، فدخل عليهم فقال: "السلام عليكم فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، قال: "كيف أصبحتم؟ " قالوا: أصبحنا بخير بحمد الله تعالى، فقال لهم: "تقاربوا"، فتقاربوا يزحف بعضهم إلى بعض حتى إذا أمكنوه اشتمل عليهم بملاءته, فقال: "يارب هذا عمي وصنو أبي، وهؤلاء أهل بيتي فاسترهم من النار كستري إياهم بملاءتي هذه"، قال: فأمَّنت أسكفة الباب وحوائط البيت فقالت: آمين آمين آمين. رواه البيهقي في الدلائل وابن ماجه مختصرًا.

ومن ذلك كلامه....................................................................


أولاده، "لا ترم" بفتح القوفية وكسر الراء، قال ابن الأثير, أي: لا تبرح، يقال: رام يريم إذا برح، أي: زال من مكانه، وأكثر ما تستعمل في النفي, "منزلك" , وأورده في النهاية: لا ترم من منزلك، بزيادة من "أنت وبنوك غدًا" وهم الفضل، وعبد الله، وعبيد الله، وقتم، ومعبد، وعبد الرحمن، كما بينه ابن السري في روايته، ذكره المصنف في المقصد السابع، فإسقاط بعضهم معبدًا وعبد الرحمن تقصير، والاعتذار عنه بأنه لعله بيان للحاضرين حينئذ، لا يصح المخالفة المروي أن الحاضرين الستة المذكورين، وهم من أم الفضل، "حتى آتيكم فإن لي فيكم حاجة"، منفعة أوصلها لكم، وجعلها له لشدة رأفته بهم، أو أوحي إليك بذلك، فهي له، "فانتظروه حتى جاء بعدما أضحى، فدخل عليهم، فقال: "السلام عليكم"، فقالوا: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، قال: "كيف أصبحتم؟ " قالوا: أصبحنا بخير بحمد الله تعالى، فقال لهم: "تقاربوا" فتقاربوا، يزحف بعضهم إلى بعض، حتى إذا أمكنوه" من أنفسهم، بحيث اتصلوا به، "اشتمل" استولى "عليهم", وأحاط بهم وضمهم "بملاءته" بضم الميم، ولام، وهمزة والمدء, وهي: الإزار والملحفة، وقيل: الملاءة الإزار له شقتان، فإن كان له شقة واحدة فريطة -براء وطاء مهملتين، فقال: "يارب هذ عمي وصنوا أبي" بكسر المهملة، أي: قرينه، ومثله في الشفقة علي، "وهؤلاء أهل بيتي" أي: منهم, "فاسترهم من النار" امنعهم من دخولها وارتكاب ما يوجب عذابها، فهو مجاز عن ذلك؛ إذ الستر ما يمنع المستور ويحجبه، وشبه بعد التجوز، قوله: "كستري إياهم بملاءتي هذه" , قال: فأمَّنت -بفتح الهمزة، والميم الشديدة, "أسكفه الباب وحوائط البيت، فقالت: آمين آمين آمين،" ثلاثًا في نسخ, ومثله في ابن كثير والشامي.
وفي نسخ مرتين، ومثله في الشفاء، وهو إمَّا على التوزيع، أي: قالت الأسكفة: آمين، والحوائط آمين، وإمَّا أن كل واحد منهما كرَّر آمين، تأكيدًا وتحقيقًا للمقال؛ إذ قد يغفل عن مثله.
"رواه البيهقي في الدلائل" النبوية مطولًا، "وابن ماجه مختصرًا، ومن ذلك كلامه

<<  <  ج: ص:  >  >>