للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للجبل وكلام الجبل له -صلى الله عليه وسلم، عن أنس قال: صعد النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمر وعثمان أحدًا، فرجف بهم، فضربه النبي -صلى الله عليه وسلم- برجله وقال: "اثبت أحد، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان". رواه أحمد والبخاري والترمذي وأبو حاتم.

قال ابن المنير: قيل: الحكمة في ذلك أنه لما رجف أراد الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يبين أن هذه الرجفة ليست من جنس رجفة الجبل بقوم موسى..........................


للجبل" بقوله: "اثبت" اسكن ونحوهما،" وكلاهما الجبل" بقوله: "اهبط" إلخ ... ، "له -صلى الله عليه وسلم", وعد هذا من طاعات الجمادات له، من حيث أنه -صلى الله عليه وسلم- لما خاطبه انقاد له حتى علم ما قال واستقرَّ بأمره، وبهذا يطابق الترجمة, "عن أنس" بن مالك "قال: صعد" بكسر العين: علا "النبي -صلى الله عليه وسلم- أحدًا" بضمتين، وقد يسكن ثانية، وقيل: إنه ضرورة جبل بالمدينة، مرَّ الكلام عليه في المغازي، هكذا عدى، صعد بنفسه في رواية البخاري في مناقب أبي بكر وعثمان، وله في فضل عمر: صعد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أحد، فعدَّاه بإلى، وكلاهما جائر، ويعدَّى أيضًا بفي، كما في اللغة، "وأبو بكر" وفي مناقب عثمان وعمر: ومعه أبو بكر وعمر وعثمان", هكذا الرواية في البخاري في المواضع الثلاثة، وفي غيره أيضًا، بتقديم أحدًا على قوله: وأبو بكر، فما في كثير من نسخ المصنف من تأخير قوله: أحدًا عن عثمان، خلاف الرواية، "فرجف" بفتح الراء والجيم، تحرك واضطرب "بهم" أحد، "فضربه -صلى الله عليه وسلم- برجله،" تسميته ضربًا حقيقة؛ إذ الضرب إمساس جسم جسمًا بعنف، وبعضهم قيِّدَ الممسوس بكونه حيوانًا، فيكون مجازًا تنزيل للجبل منزلة الحيوان؛ لكون صار يحس ويفهم ما يقوله المصطفى له، "وقال: "اثبت" أمر من الثبات، لفظ البخاري في مناقب الشيخين، ولفظه في مناقب عثمان: "اسكن أحد"، منادى حذفت أداته، أي: يا أحد، ونداؤه وخطابه يحتمل المجاز والحقيقة، لكن الظاهر الحقيقة، فحمله عليها أولى، كقوله: "أُحد جبل يحبنا ونحبه" , ويؤيده ضربه برجله، قاله الحافظ والمصنّف، "فإنما عليك نبي وصديق"، أبو بكر، "وشهيدان" عمر وعثمان، وللبخاري في مناقب عمر: "فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد"، وأو للتنويع، فقيل: أو بمعنى الواو، وقيل: تغيير الأسلوب للإشعار بمغايرة الحال؛ لأن صفتي النبوة والصديقية كانتا حاصلتين بخلاف صفة الشهادة، فإنها لم تكن وقعت حينئذ، قاله الحافظ، "رواه أحمد" في المسند، "والبخاري، والترمذي" كلاهما في المناقب، وكذا النسائي، "وأبو حاتم" وأبو داود في السنة.
"قال ابن المنير: قيل الحكمة في" قوله -صلى الله عليه وسلم "ذلك القول: "أنه لما رجف" بابه قتل، "أراد الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يبين أن هذه الرجفة ليست من جنس رجفة الجبل بقوم موسى" لما أمره أن يأتيه بسبعين من بني إسرائيل، فاختار من كل سبطة ستة، فزاد اثنان، فقال: ليتخلف

<<  <  ج: ص:  >  >>