"عن عثمان بن عفان, أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان على ثبير" بمثلثة مفتوحة، وموحدة مكسورة، وتحتية ساكنة وراء مهملة: جبل بالمزدلفة على يسار الذاهب إلى مِنَى "مكة" احترز عن غيره، فإن ثبير متعدد، "ومعه أبو بكر، وعمر، وأنا،" أي: عثمان الراوي، "فتحرَّك الجبل" تحركًا قويًّا "حتى تساقطت حجارته بالحضيض -بمهملة وضادين معجمتين بينهما تحتية ساكنة، "فركضه" ضربه -صلى الله عليه وسلم "برجله، وقال: "اسكن ثبير" منادى بحذف الأداة، "فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان" خرجه النسائي والترمذي والدارقطني. والحضيض: القرار من الأرض عند منقطع الجبل." كما قيد ب الصحاح ومختاره، وأسقط القاموس عند منقطع الجبل، وهو بفتح الطاء؛ حيث ينتهي إليه، طرفه اسم معنى، أي: مصدر ميميى، أما بكسر الطاء فالشيء نفسه اسم عين، وركضه برجله، أي: ضربه بها، يقال: ركض البعير إذا ضربه برجله، وأصل الركض تحريك الرجل، ومنه: {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ} ، كما في الصحاح. "وعن أبي هريرة: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير، فتحرَّكت الصخرة" التي هي موضع وقوفهم، أو سمي الجبل بتمامه صخرة، "فقال -صلى الله عليه وسلم: "اسكن حراء" منادى بحذف الأداة "فما عليك إلا نبي، أو صديق، أو شهيد" وهم من بعد الصديق، فإن كلا قتل شهيدًا، كما مَرَّ مفصَّلًا في الكتاب، وعبَّر بأو، بتقدير: فما كل أحد ممن عليك، وإلّا حد الدائر لا يخرج عن الثلاثة، ولا يقتضي وصف كل واحد بالثلاثة؛ إذ وصف النبوة قاصر على المصطفى، ولعلَّ حكمة أو هنا الإشارة إلى أن الأمر بالسكون يكفي فيه كل واحد بانفراده لشرف كل، وجمع فيما مر بالواو، لبيان الواقع. وركضه برجله أي ضربه بها. وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان وعلى وطلحة والزبير، فتحركت الصخرة، فقال صلى الله عليه وسلم: اسكن حراء، فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد.