حرا وقبا ذكر وأنثهما معًا ... ومد أو اقصر واصرفنّ وامنع الصرف "فرحًا به، فلولا مقال" أي: قول النبي -صلى الله عليه وسلم- له: "اسكن"، تصحيح:" انهدم حتى الأرض، "وانقضى" ذهبت آثاره فلم يبق منه شيء". "وحراء وثبير جبلان متقابلان" أي: أحدهما مقابل الآخر في الجملة، لا بقيد التحاذي، وهو الاستواء في المقابلة، فلا ينافي أن حراء أقرب إلى مكة من ثبير، "معروفان بمكة، واختلاف الروايات يحمل على أنها قضايا" وقائع "تكررت، قاله الطبري وغيره" فيكون وقف على كل من أحد وحراء وثبير، وتحرك كل وخاطبهم بذلك جمعًا بين الروايات لصحة جميعها. "لكن صحح الحافظ ابن حجر" في أول كلامه، ثم رجع عنه في آخره، "أنه أحد" حيث قال:" صعد أحدًا، ولمسلم وأبي يعلي من وجه آخر: حراء، والأول أصح، "ولولا اتحاد المخرج" وهو أنس "لجوَّزت تعدد القصة, ثم ظهر لي أن الاختلاف فيه من سعيد" بن أبي عروبة، راوي الحديث عن قتادة، عن أنس, "فإني وجدته في مسند الحارث بن أبي أسامة عن روح بن عبادة" بن العلاء بن حسان البصري، ثقة من رجالهم، عن سعيد بن أبي عروبة، "فقال فيه: أحد وحراء بالشك، وقد أخرجه أحمد من حديث بريدة"، بن الخصيب الصحابي، "بلفظ حراء، وإسناده صحيح، وأخرجه أبو يعلى من حديث سهل بن سعد بلفظ أحمد, وإسناده صحيح، فقوى احتمال تعدد القصة"؛ إذ لا وجه لإعمال بعض الروايات، وطرح بعضها مع صحة جمعيها.