"وعن بريدة" علم منقول من تصغير بردة, قال أبو علي الطوسي: اسمه عامر وبريدة، لقب ابن الحصيب، بمهملتين مصغر، وصحّف من قال بخاء معجمة, الأسلمي. قال ابن السكن: أسلم حين مرَّ به -صلى الله عليه وسلم- مهاجرًا بالغميم، وأقام موضوعه حتى مضت بدر وأحد، وقيل: أسلم بعد بدر، وسكن البصرة لما فتحت، وفي الصحيحين عنه أنه غزا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ست عشرة غزوة، ومناقبه مشهورة، وأخبار كثيرة, وكان غزا خراسان زمن عثمان، ثم تحوَّل إلى مرو، فسكنها إلى أن مات سنة ثلاث وستين، كما في الإصابة، وتقدَّم بعض ترجمته في الهجرة وغيرها. "سأل أعرابي" بعد أن أسلم، كما في نفس رواية البزار وأبي نعيم "النبي -صلى الله عليه وسلم- آية" علامة ومعجزة تقوي إسلامه" "فقال له: "قل لتلك الشجرة" مشير السمرة، كانت ثمة يحتمل أنها المذكورة في الحديث قبله وأنها غيرها، "رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعوك" بكسر الكاف، يطلب منك المجيء إليه والحركة نحوه، "قال" بريدة: فدعاها "فمالت" فالفاء فصيحة، ويحتمل أنها بمجرد سماعها قول المصطفى -صلى الله عليه وسلم، جاءت لتحصيل قصده بدون دعاء الأعرابي لها، وهذا أبلغ في المعجزة، لكن المتبادر الأول. "الشجرة عن يمينها وشمالها، وبين يديها وخلفها" أي: مالت ميلًا شديدًا، وتحركت في جهاتها الأربع لتخلص عروقها من الأرض وتتمكّن من الحركة نحو المصطفى، ولعل حكمة ذلك إظهار أنه خلق فيها قوة وإدراك لفعل ذلك، وإن أمكن وصولها إليه بتعلق الإرادة بذلك بلا سبب يحال عليه، "فتقطعت عروقها" على ظاهره أو معناه: تخلّصت وتعلقت، وهذا