للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذا روى الطبراني قصة أخرى عن عكرمة عن ابن عباس: لكن بإسناد ضعيف، والإمام أحمد أيضًا من حديث يعلى بن مرة.


رجاله ثقات، وكذا رواها الدارمي، والبزار، واللفظ للبيهقي عن جابر: أن جملًا جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فلما كان قريبًا منه، خَرَّ الجمل ساجدًا, فقال -صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس! من صاحب هذا الجمل؟ " فقال فتية من الأنصار: هو لنا، قال: "فما شأنه؟ " قالوا: سنونا عليه عشرين سنة، فلمَّا كبر سِنّه أردنا نحره، فقال -صلى الله عليه وسلم: "تبيعونه؟ " قالوا: هو لك يا رسول الله، فقال: "أحسنوا إليه حتى يأتي أجله" فقالوا: يا رسول الله! نحن أحق أن نسجد لك من البهائم، فقال: "لا ينبغي لبشر أن يسجد لبشر، ولو كان النساء لأزواجهن".
وقد روى ذلك أيضًا أحمد في حديث طويل عن يعلى بن مرة، قال فيه: وكنت معه، يعني: النبي -صلى الله عليه وسلم، جالسًا ذات يوم؛ إذ جاء جمل حتى ضرب بجرانه بين يديه، ثم ذرفت عيناه، فقال: "ويحك أنظر لمن هذا الجمل, إن له لشأنًا" فخرجت ألتمس صاحبه، فوجدته لرجل من الأنصار، فدعوته إليه، فقال: "ما شأن جملك هذا؟ " , قال: لا أدري والله ما شأنه، عملنا عليه، ونضحنا عليه حتى عجز عن السقاية، فأتمرنا البارحة أن ننحره ونقسم لحمه، قال: "لا تفعل هبه لي أو بعنيه" قال: بل هو لك يا رسول الله، فوسمه بميسم الصدقة، ثم بعث به، قال المنذري: وإسناده جيد.
قال: وفي رواية لأحمد أيضًا نحوه, لكنه قال فيه: إنه قال لصاحب البعير: "ما لبعيرك يشكوك، زعم أنك شنأته حين كبر، تريد أن تنحره" , قال: صدقت والذي بعثك بالحق لا أفعل.
"وكذا روى الطبراني قصة أخرى عن عكرمة عن ابن عباس، لكن بإسناد ضعيف:" أن رجلًا من الأنصار كان له فحلان، فاغتلما، فأدخلهما حائط، فسد عليهما الباب، ثم جاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فأراد أن يدعو له, والنبي -صلى الله عليه وسلم- قاعد معه نفر من الأنصار، فقال: يا رسول الله! إني جئت في حاجة، وإنه كان فحلان لي اغتلما، وإني أدخلتهما حائطًا، وسددت عليهما الباب، فأحب أن تدعو لي أن يسخرهما الله -عز وجل، فقال -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه: "قوموا معنا"، ذهب حتى أتى الباب، فقال: "افتح" , فشفق الرجل على رسول الله، فقال: "افتح" ففتح، فإذا أحد الفحلين قريبًا من الباب، فلمَّا رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سجد له، فقال -صلى الله عليه وسلم: "ائتني بشيء أشد به رأسه وأمكنك به" فجاء بخطام فشد رأسه وأمكنه منه، ثم مشى إلى أقصى الحائط إلى الفحل الآخر، فلمَّا رآه وقع له ساجدًا، فقال للرجل: "ائتني بشيء أشد به رأسه"، فشد رأسه وأمكنه منه، وقال: "اذهب فإنهما لا يعصيانك" , ورواها "الإمام أحمد أيضًا من حديث يعلى بن مرة" الثقفي.

<<  <  ج: ص:  >  >>