للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخرج ابن شاهين في الدلائل عن عبد الله بن جعفر -رضي الله عنهما- قال: أردفني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم خلفه, فأسَرَّ إليَّ حديثًا لا أحدّث به أحدًا من الناس، قال: وكان أحب ما استتر به النبي -صلى الله عليه وسلم- لحاجته هدف أو حائش نخل، فدخل حائط رجل من الأنصار، فإذا جمل, فلمَّا رأى الجمل النبي -صلى الله عليه وسلم- حنَّ فذرفت عيناه، فأتاه النبي -صلى الله عليه وسلم- فمسح ذفراه، وفي رواية فسكن، ثم قال: "مَنْ رَبُّ هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟ " فجاء فتى من الأنصار فقال: هو لي يا رسول الله، فقال: "ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكا إلي أنك تجيعه وتدئبه"، قال في المصابيح: وهو حديث صحيح، قال: ورواه أبو داود عن موسى بن إسماعيل......................


وأخرج ابن شاهين في الدلائل" ومن قبله الإمام أحمد، "عن عبد الله بن جعفر" الصحابي، ابن الصحابي "رضي الله عنهما، قال: "أردفني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم خلفه، فأسرَّ إليَّ حديثًا لا أحدث به أحدًا من الناس"؛ لكونه أسرَّه إليه، ففهم نهيه عن إفشائه، "قال: وكان أحبَّ ما استتر به النبي -صلى الله عليه وسلم- لحاجته" عند قضائها "هدف" بفتحتين كل شيء عظيم مرتفع على الأرض من بناء ونحوه، "أو حائش نخل،" بمهملة وهمزة وشين معجمة، "فدخل حائط رجل من الأنصار" لحاجته، ولا يرد كيف فعل ذلك بغير إذنه، وهو أيضًا قد نهى عن البول تحت الشجرة التي من شأنها أن تثمر، لأنه علم من الرجل السرور بذلك، فضلًا عن الرضا، ومحل النهي ما لم يغلب على الظنّ حصول ما يزيل أثر الحاجة على أنّ فضلاته ظاهرة، وكانت الأرض تبتلع ما يخرج منه، كما مَرَّ، "فإذا جمل، فلمَّا رأى الجمل النبي -صلى الله عليه وسلم- حنَّ، فذرفت، بفتحات من باب ضرب "عيناه" أي: سال دمعهما، "فأتاه النبي -صلى الله عليه وسلم- فمسح ذفراه" بالألف مقصور.
"وفي رواية: فسكن" ما به، "ثم قال: "من رَبُّ هذا الجمل، لمن هذا الجمل"؟ أعاده بمعناه للتأكيد، "فجاء فتًى من الأنصار، فقال: هو لي يا رسول الله، فقال: "ألا" بالفتح والتخفيف "تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكا إلي" بالنطق، أو بفهمه من فعله المذكور، وكل معجزة "أنك تجيعه وتدئبه" بضم التاء، وسكون الدال، وكسر الهمزة، وموحدة: تتعبه بكثرة العمل.
"قال" البغوي "في المصابيح: وهو حديث صحيح، قال: ورواه أبو داود عن" شيخه "موسى بن إسماعيل" المنقري -بكسر الميم، وسكون النون، وفتح القاف- التبوذكي، بفتح

<<  <  ج: ص:  >  >>