للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى البغوي في شرح السنَّة وأحمد وأبو نعيم بسند صحيح عن أبي هريرة أيضًا قال: جاء ذئب إلى راعي غنم فأخذ منه شاة، فطلبه الراعي حتى انتزعها منه، قال: فصعد الذئب على تلٍّ واستثفر, وقال: عمدت إلى رزق رزقنيه الله أخذته انتزعته مني, فقال الرجل: تالله إن رأيت كاليوم ذئب يتكلم، فقال الذئب: أعجب من هذا رجل في النخلات بين الحرتين يخبركم بما مضى وما هو كائن بعدكم، ولا تتبعونه، قال: وكان الرجل يهوديًّا، فجاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم, فأخبره وأسلم, فصدَّقه النبي ثم قال -صلى الله عليه وسلم: "إنها أمارات بيني يدي الساعة، قد أوشك الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى يحدثه نعلاه وسوطه بما أحدث أهله بعد".

قال القاضي عياض في الشفاء وفي بعض الطرق عن أبي هريرة: قال الذئب: أنت أعجب مني ,واقفًا على غنمك وتركت نبيًّا................................................


"وروى البغوي في شرح السنة، وأحمد، والبزار، والبيهقي، "وأبو نعيم، بسند صحيح، عن أبي هريرة أيضًا، قال: جاء ذئب إلى راعي الغنم، فأخذ منها شاة، فطلبه الراعي حتى انتزعها منه، قال: فصعد الذئب على تلٍّ -بفوقية، ولام ثقيلة، معروف يجمع على تلال مثل سهم وسهام، "واستثفر" بإسكان المهملة والمثلثة بينهما فوقية مفتوحة ثم فاء، "وقال: عمدت" تصدت وزنًا ومعنًى، "إلى رزق رزقنيه الله" مكَّنَني منه، "أخذته" أنا، "انتزعته" أنت "مني", فقال الرجل: تالله" قسم "إن" نافية، أي: ما "رأيت كاليوم" الكاف بمعنى مثل, أي: ما رأيت هذا اليوم "ذئب" بالرفع جواب سؤال مقدر، كأنه قيل له: وما رأيت؟ فقال: الذي رأيت ذئب، وفي نسخ بالنصب، أي فقال: رأيت ذئبًا يتكلم" بكلام الإنس، "فقال الذئب: أعجب من هذا" أي: كلامي، "رجل في النخلات بين الحرتين" بفتح المهملة وشد الراء وتاء التأنيث- حرة وهي ثنية مرتفعة ذات حجارة سود، كأنها أحرقت بالنار، "يخبركم بما مضى" من أخبار الأمم، "وما هو كائن بعدكم ولا تتبعونه، قال: وكان الرجل يهوديًّا، فجاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبره، وأسلم، فصدقه النبي -صلى الله عليه وسلم، ثم قال -صلى الله عليه وسلم- مشيرًا إلى ترك استغراب مثل ذلك: "إنها أمارات بين يدي الساعة، قد أوشك الرجل أن يخرج" من أهله "فلا يرجع حتى يحدثه نعلاه وسوطه بما أحدث أهله بعد" بالضم، أي: بعد خروجه.
"قال القاضي عياض في الشفاء: وفي بعض الطرق" بضمتين جمع طريق، مجاز عن الروايات "عن أبي هريرة" قال الذئب" للراعي: أنت" أي: حالك "أعجب مني" من حالي في حال كونك "واقفًا على غنمك" أي: راعيًا وحافظًا لها، وقد تركت نبيًّا، فالجملة حالية

<<  <  ج: ص:  >  >>