"قال الحافظ أبو الحجاج جمال الدين، يوسف بن الذكي، عبد الرحمن الحلبي الأصل، الدمشقي الدار والمنشأ, "المزي" بكسر الميم، وتشديد الزاي المكسورة، نسبة إلى المزة، قرية بدمشق, ولد بحلب سنة أربع وخمسين وستمائة، ونشأ بالمزة، وتفقه قليلًا، ثم أقبل على الحديث، ورحل، وسمع الكثير، ونظر اللغة ومهر فيها، وفي التصريف، وقرأ العربية. وأمَّا معرفة الرجال: فهو حامل لوائها, والقائم بأعبائها، لم تر العيون مثله, صنَّف تهذب الكمال والأطراف، وأملى مجالس، وأوضح مشكلات ومعضلات ما سبق إليها من علم الحديث ورجاله، وولي مشيخة دار الحديث الأشرفية, مات يوم السبت، ثاني عشر صفر، سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة، "لا يصح إسنادًا" لضعف رواته, "ولا متنًا" وهو لفظ الحديث، "وذكره القاضي عياض في الشفاء" فقال: "وقد روي" عند الطبراني، والبيهقي، وشيخه الأكم وشيخه ابن عديّ، كلهم "من حديث ابن عمر، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان في محفل" بفتح الميم، وسكون المهملة، وكسر الفاء: جمع كثير، "من أصحابه؛ إذ جاءه أعرابي" أي: دخل عليهم بغتة رجل من البادية لا يعرف "من بني سليم" بضم ففتح "قد صاد ضبًّا" جملة حالية، "جعله في كمه ليذهب به إلى رحله فيشويه ويأكله" على عادة الأعراب، فلمَّا رأى الجماعة" الصحابة، "قال" لهم: "من هذا"؛ لأنه ينكره أو لم يعرفه، "قالوا: نبي الله" ولفظ الدارقطني ومن بعده، فقال: على من هؤلاء الجماعة، فقالوا: على هذا الذي يزعم أنه نبي، فأتاه فقال: يا محمد! ما اشتملت النساء على ذي لهجة أكذب منك، فلولا أنَّ تسمين العرب عجولًا، لقتلتك ولسررت الناس بقتلك أجمعين، فقال عمر: يا رسول الله! دعني أقتله، فقال -صلى الله عليه وسلم: "أما علمت أن