وفي رواية الداقطني ومن معه: فكلَّمه الضب بلسان طلق فصيح، عربي مبين" يسمعه, وفي رواية يفهمه القوم الذين عنده جميعًا: "لبيك" مثنى منصوب على المصدرية، أي: إجابة لك بعد إجابة, "وسعديك" أي: مساعدة وطاعة لك بعد الطاعة, "يا زين" أي: من يزين ويحسن كل "من وافى" حضر القيامة، جعله مزينًا لأهلها ومن بها؛ لأنه سيدهم وقائدهم، والشفيع فيهم، وهذه العبارة شائعة في لسان عامة العرب، يقولون: يا زين القوم لأشرفهم وأحسنهم، "قال -صلى الله عليه وسلم: "من تعبد" سأله ليقر بعبودية الله، فوصفه بما يعرفه كل أحد؛ إذ "قال: "أعبد الذي في السماء عرشه" المراد السماء: ما قابل الأرض أو جهة العلوّ، فلا ينافي أن العرش فوق السماوات، كما قال: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} الآية. "وفي الأرض سلطانه" أي: يظهر عدله وحكمه وقهره لمن فيها من الثقلين, وسلطانه، وإن كان على كل موجود, لكن ظهوره فيمن قد يخالف ظاهر فيها، "وفي البحر سبيله:" طريقه التي جعلها مسلوكة لعباده، بتسخير الرِّيح ونحوه، مما لا يقدر عليه غيره، كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} الآية. ولذا كان الكفار لا يدعون فيه سواه، كما قال: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [العنكبوت: ٥٦] الآية. وقال التلمساني: معناه واضح قدرته، أي: ما يدل على كمال قدرته وباهر آياته, أو معناه: سبيل عباده الذين يستدلون بصنعه عليه سبحانه، "وفي الجنة رحمته" المختصة العظيمة الباقية, وإن كان رحيم الدنيا والآخرة، وفي النار عقابه، وفي رواية: عذابه, فلإيمانه بالله وصفه بما هو مختص به، دالّ على عظمته، "قال" ليكمل إيمانه: "فمن أنا؟ " قال: رسول الله رب العالمين" إشارةً إلى عموم رسالته لكل موجود حتى الحيوان والجماد، "وخاتم النبيين" فلا نبي بعدك، "وقد