"وأما حديث ابن مسعود، ففي الصحيح" أي الحديث الصحيح أو صحيح البخاري، "من رواية علقمة" بن قيس بن عبد الله النخعي، الكوفي، التابعي، الكبير، ثقة، ثبت، فقيه عابد، مات بعد الستين، وقيل: بعد السبعين عن عبد الله، يعني ابن مسعود، قال: "بينما" بالميم، وفي رواية: بينا بلا ميم، "نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم" أي: في سفر؛ كما في البخاري، وجزم البيهقي في الدلائل؛ بأنه الحديبية، لكن لم يخرج ما يصرح به، وقد روى أبو نعيم في الدلائل أن ذلك في غزوة خيبر، فهذا أولى؛ كما في الفتح، "وليس معنا ماء" جملة حالية، فقال لنا: "اطلبوا من معه فضل ماء" أي: بقية ماء كان أو زيادة منه على حاجته، "فأتى بماء" بالبناء للمفعول، والفاء فصيحة، أي: فطلبوا الماء، فوجده بعضهم، فأتى به، وفي البخاري: فجاءوا بإناء فيه ماء قليل، ولأبي نعيم عن ابن عباس: دعا صلى الله عليه وسلم بلالا بماء فطلبه فلم يجده، "فصبه في إناء" آخر مكشوف ليدخل يده فيه "ثم وضع كفه فيه" أي: في الإناء الثاني، والعطف بثم، لما بينهما من تراخ قليل، "فجعل" أي: صار "الماء ينبع من بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم" وفي رواية ابن عباس: فبسط كفه فيه، فنبعت تحت يده عين، فجعل ابن مسعود يشرب ويكثر. وفي رواية عن ابن مسعود: فجعلت أبادرهم إلى الماء، أدخله في جوفي؛ لقوله: "البركة من الله" ثم ما ذكره المصنف من لفظ الحديث، وعزاه للصحيح مثله في الشفاء، ولفظ البخاري في علامات النبوة من رواية علقمة عن عبد الله، قال: كنا نعد الآيات بركة، وأنتم