للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الموطأ، وزاد فقال: قال في حديث ابن إسحاق: فانخرق من الماء ماء له حس كحس الصواعق.

وفي البخاري، في غزوة الحديبية، من حديث المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم: أنهم نزلوا بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه الناس تبرضًا.


الموطأ" عن معاذ، "وزاد" بعده، "فقال" عياض: "قال" معاذ "في حديث ابن إسحاق" في السيرة: "فانخرق" انفجر انفجارًا بشدة "من الماء، ماء له حس" صوت، "كحس الصواعق" جمع صاعقة: الصيحة، فهو تشبيه محسوس بمحسوس، قال التلمساني: وهي والصعقة: النار تسقط من السماء إلى الأرض في رعد شديد، وصيحة العذاب، وقطعة من النار تسقط إلى الأرض، انتهى، لكن هذا إنما ذكره ابن إسحاق في قصة أخرى بعد ارتحاله من تبوك، فقال: فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بضع عشرة ليلة لم يجاوزها، أي: تبوك، ثم انصرف قافلا إلى المدينة، وكان في الطريق ماء يروي الراكب والراكبين والثلاثة بواد يقال له وادي المشقق، فقال صلى الله عليه وسلم: "من سبقنا إلى ذلك الماء، فلا يستقي منه شيئًا حتى نأتيه"، فسبق إليه نفر من المنافقين، فاستقوا، فلما أتاه صلى الله عليه وسلم وقف عليه، فلم ير فيه شيئًا، فقال: "من سبقنا إلى هذا الماء"؟. فقيل: فلان وفلان، فقال: "أو لم أنههم أن يستقوا منه شيئًا حتى آتيه" ثم لعنهم ودعا عليهم، ثم نزل فوضع يده تحت الرسل، فجعل يصب في يده ما شاء الله أن يصب، ثم نضحه به ومسحه بيده، ودعا بما شاء أن يدعو، فانخرق من الماء ماء له حس، كحس الصواعق، فشرب الناس وأسقوا حاجتهم منه، فقال صلى الل عليه وسلم: "لئن بقيتم أو من بقي منكم، ليسمعن بهذا الوادي وهو أخصب ما بين يديه وما خلفه" انتهى.
"وفي البخاري في غزوة الحديبية من حديث المسور"، بكسر الميم، وسكون المهملة، وفتح الواو، وبالراء، "ابن مخرمة" بفتح الميم، وسكون المعجمة، بن نوفل، بن أهيب، بن عبد مناف، بن زهرة القرشي، الزهري، له ولأبيه صحبة، مات سنة أربع وستين، "ومروان بن الحكم" بن أبي العاصي، بن أمية، بن عبد شمس، بن عبد مناف القرشي، الأموي، لم تثبت له صحبة.
قال الحافظ: وهذا الحديث مرسل، فمروان لا صحبة له، والمسور لم يحضر القصة، وقد رواه البخاري في أول كتاب الشروط عن المسور ومروان أخبرا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سمعا جميعًا، صحابة شهدوا هذه القصة، كعمر، وعثمان، وعلي، والمغيرة، وأم سلمة، وسهل بن حنيف، "أنهم"، أي: النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، "نزلوا بأقصى الحديبية على ثمد" بفتحتين: "قليل الماء يتبرضه"، بتحتية، ففوقية، فموحدة، فراء ثقيلة، فضاد معجمة: يأخذه "الناس تبرضًا"

<<  <  ج: ص:  >  >>