قال الحافظ: بضم أوله، وسكون اللام من الألبان، وقال ابن التيمي: بفتح أوله، وكسر الموحدة المنقلة، أي: لم يتركوه يلبث، أي: يقيم، انتهى. وقال المصنف: بضم أوله، وفتح اللام، وشد الموحدة، وسكون المثلثة في الفرع، وأصله مصححًا عليه، "حتى نزحوه" بنون، فزاي، فحاء مهملة، أي: لم يبقوا منه شيئًا. قال الحافظ: ووقع في شرح ابن التين، بفاء بدل الحاء، ومعناهما واحد، وهو أخذ الماء شيئًا بعد شيء حتى لا يبقى منه شيء، "وشكى" بالبناء للمفعول "إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش" بالرفع نائب الفاعل، "فانتزع سهمًا من كنانته" بكسر الكاف: جعبته التي فيها النبل، "ثم أمرهم أن يجعلوه فيه" أي: الثمد. روى ابن سعد من طريق أبي مروان، قال: حدثني أربعة عشر رجلا من الصحابة: أن الذي نزل البئر ناجية بن الأعجم، وقيل: هو ناجية بن جندب، وقيل: البراء بن عازب، وقيل: عباد بن خالد، حكاه الواقدي، ووقع في الاستيعاب: خالد بن عبادة. قال في الفتح: ويمكن الجمع بأنهم تعاونوا على ذلك بالحفر وغيره، "فوالله ما زال يجيش" بفتح أوله، وكسر الجيم، وسكون التحتية ومعجمة، "لهم بالري" بكسر الراء، ويجوز فتحها "حتى صدروا عنه" أي: رجعوا بعد ورودهم. زاد ابن سعد: حتى اغترفوا بآنيتهم جلوسًا على شفير البئر. وعند ابن إسحاق: فجاش بالرواء حتى ضرب الناس عنه بعطن، "والثمد بالمثلثة" المفتوحة "والتحريك" أي: "فتح الميم "الماء القليل". وقال في الفتح أي: حفرة فيها ماء قليل، يقال: ماء مثمود، أي: قليل؛ فقوله: قليل الماء تأكيدًا لدفع توهم أن يراد لغة من يقول الثمد الماء الكثير، وقيل: الثمد ما يظهر من الماء في الشتاء ويذهب في الصيف، انتهى، وهذا أولى من تفسير المصنف بالماء القليل؛ لأنه يصير في قوله قليل الماء خزازة، لرجوع معناه إلى أنهم نزلوا على ماء قليل، أي: قليل الماء لكن تعقب بعض كلام الحافظ؛ بأنه إنما يتم إن ثبت لغة أن الثمد الماء الكثير، واعترض الدماميني قوله تأكيد؛ بأنه لو اقتصر على قليل أمكن، أما مع إضافة إلى الماء فيشكل؛ كقولنا: هذا ماء قليل الماء نعم، قال الرازي: الثمد العين، وقال غيره: حفرة فيها ماء؛ فإن صح فلا إشكال.