للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: "يتبرضه الناس تبرضًا" -بالضاد المعجمة- أي يأخذونه قليلا قليلا، والبرض: الشيء القليل.

وقوله: "ما زال يجيش" -بفتح المثناة التحتية، وبالجيم، آخره شين معجمة- أي: يفور ماؤه ويرتفع.

وفي رواية: أنه صلى الله عليه وسلم توضأ فتمضمض ودعا ومج في بئر الحديبية منه، فجاشت بالماء كذلك.

وفي مغازي أبي الأسود عن عروة: أنه توضأ في الدلو، ومضمض فاه ثم مج فيه، وأمر أن يصب في البئر، ونزع سهمًا من كنانته وألقاه في البئر ودعا الله تعالى، ففارت بالماء حتى جعلوا يغترفون بأيديهم منها وهم جلوس على شفيرها، فجمع بين الأمرين.

وكذا رواه الواقدي من طريق أوس بن خولى.


"وقوله: يتبرضه الناس تبرضا، بالضاد المعجمة، أي: يأخذونه قليلا قليلا، والبرض: الشيء القليل" قال الحافظ: البرض، بالفتح والسكون: اليسير من العطاء.
وقال صاحب العين: هو جمع الماء بالكفين، "وقوله: فما زال" أي: استمر "يجيش، بفتح المثناة التحتية، وبالجيم، آخره شين معجمة، أي: يفور ماؤه ويرتفع".
"وفي رواية" للبخاري عن البراء: "أنه صلى الله عليه وسلم توضأ، فتمضمض، ودعا، ومج في بئر الحديبية منه، فجاشت بالماء كذلك" ولم يذكر إلقاء السهم.
"وفي مغازي أبي الأسود" محمد بن عبد الرحمن الأسدي، المدني، يتيم عروة بن الثقات، "عن عروة" بن الزبير، أحد الفقهاء مرسلا: "أنه" صلى الله عليه وسلم "توضأ في الدلو، ومضمض فاه، ثم مج فيه" في الدلو، "وأمر أن يصب في البئر، ونزع سهمًا من كنانته" جعبته، "وألقاه في البئر" أي: أمرهم بإلقائه؛ لرواية البخاري قبل. "ودعا الله تعالى، ففارت" بفاءين من الفوران: ارتفعت "حتى جعلوا يغترفون بأيديهم منها، وهم جلوس على شفيرها" بالمعجمة والفاء: حافتها، "فجمع" في هذه الرواية "بين الأمرين" التوضؤ والمج منه، وإلقاء سهم من كنانته، ففي رواية البخاري اختصار، وفيه معجزات ظاهرة وبركة سلاحه، وما ينسب إليه صلى الله عليه وسلم، "وكذا رواه الواقدي" محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، الحافظ، المتروك مع سعة علمه، "من طريق أوس بن خولى" بفتح الخاء المعجمة، وفتح الواو، ضبطه العسكري في كتاب التصحيف؛ كما في التبصير الأنصاري الخزرجي، صحابي شهير.

<<  <  ج: ص:  >  >>