للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذه القصة غير القصة السابقة في ذكر نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم مما رواه البخاري في المغازي من حديث جابر: عطش الناس بالحديبية وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ركوة فجعل الماء يفور من بين أصابعه. الحديث.

فبين القصتين مغايرة، وجمع ابن حبان بينهما: بأن ذلك وقع في وقتين، انتهى.

فحديث جابر في نبع الماء كان حين حضرت صلاة العصر عند إرادة الوضوء، وحديث البراء كان لإرادة ما هو أعم من ذلك. ويحتمل أن يكون الماء لما تفجر من بين أصابعه ويده في الركوة، وتوضئوا كلهم وشربوا أمر حينئذ بصب الماء الذي بقي في الركوة في البئر فتكاثر الماء فيها. انتهى.

وفي حديث البراء وسلمة بن الأكوع مما رواه البخاري في قصة الحديبية وهم أربع عشرة مائة، وبئرها لا تروي خمسين شاة، فنزحناها.


قال ابن سعد: مات قبل حصر عثمان، "وهذه القصة غير القصة السابقة" قريبًا "في ذكر نبع الماء من بين أصابعه صلى الله عليه وسلم مما رواه البخاري" ومسلم، كلاهما "في المغازي من حديث جابر" قال: "عطش الناس بالحديبية وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ركوة" فذكر الحديث، وفيه: "فجعل الماء يفور من بين أصابعه، الحديث" المتقدم قريبًا؛ "فبين القصتين مغايرة" ظاهرة؛ لأنه قال في حديث جابر: فجعل الماء يفور من بين أصابعه، وفي حديث البراء: أنه صب ماء وضوئه في البئر، "وجمع ابن حبان بينهما بأن ذلك وقع في وقتين، انتهى" فالقصة متعددة؛ "فحديث جابر في نبع الماء كان حين حضرت صلاة العصر عند إرادة الوضوء" له، "وحديث البراء كان لإرادة ما هو أعم من ذلك" كشرب وسقي دواب، "ويحتمل أن يكون الماء لما تفجر من بين أصابعه ويده في الركوة، وتوضئوا كلهم وشربوا، أمر حينئذ بصب الماء الذي بقي في الركوة في البئر" ظرف لصب، "فتكاثر الماء فيها" فتكون قصة واحدة، "انتهى" من فتح الباري وزاد: وفي حديث زيد بن خالد أنهم أصابهم مطر بالحديبية، فكان ذلك وقع بعد القصتين المذكورتين، والله أعلم.
"وفي حديث البراء" بن عازب، "وسلمة بن الأكوع مما رواه البخاري" لو زاد مسلم لاستقام على التوزيع، فالبخاري روى حديث البراء، ومسلم حديث سلمة، "في قصة الحديبية، وهم أربعة عشر مائة، وبئرها لا تروى" بضم الفوقية "خمسين شاة" الشاة المعروفة، وروى إشاءة، بكسر الهمزة الأولى، وفتح الأخيرة، وهي السخلة الصغيرة، "فنزحناها" أخرجنا جميع

<<  <  ج: ص:  >  >>