قال الحافظ: وبهذه الزيادة تتضح الحكمة في ربط الأفواه بعد فتحها، وإن البركة إنما حصلت بمشاركة ريقه الطاهر المبارك للماء، وفي الشفاء: فجعل في إناء من مزادتيها، وقال فيه ما شاء الله أن يقول، "وأوكأ"، أي: ربط "أفواههما وأطلق" أي: فتح "العزالي" بفتح المهملة والزاي، وكسر اللام، ويجوز فتحها: جمع عزلى، بإسكان الزاي، قال الخليل: هي مصب الماء من الرواية، ولكل مزادة عزلا، وإن من أسفلها، قال الحافظ؛ فالجمع في العزالي على بابه، لأنهما مزادتان، فلهما أربع عزالى. وقال بعض: جمع، وليس للقربة إلا فهم واحد، قيل: لأنها كانت تتعدد في قربهم عزلا، وإن من أسفل وعزلا، وإن من فوق وما كان من أسفل يخص باسم العزلى، والأحسن أن الجمع قد يطلق على ما فوق الواحد وليس على حد، فقد صغت قلوبكما لاختصاصه بما إذا كان المضاف مثنى "ونودي في الناس أسقوا" بهمزة قطع مفتوحة من أسق، أو بهمزة وصل مكسورة من سقى؛ كما في الفتح وغيره، أي: اسقوا غيركم، كالدواب، "واستقوا" أنتم، "فسقى من سقى" ولابن عساكر: فسقى من شاء، "واستقى من شاء" فرق بينه وبين سقى؛ أنه لنفسه، وسقى لغيره من ماشية ودواب واستقى، قيل: بمعنى سقي، وقيل: إنما يقال سقيته لنفسه وأسقيته لماشيته، ذكره المصنف، وكان آخر ذلك أن أعطى الذي أصابته الجنابة إناء من ماء، قال: "اذهب فأفرغه عليك"، هكذا في الصحيح قبل قوله: "وهي" أي: والحال أن المرأة "قائمة تنظر إلى ما يفعل" بالبناء للمجهول "بمائها، وايم الله" قال الحافظ: بفتح الهمزة وكسرها، والميم مفتوحة، ولم يجئ كذلك غيرها، وهو مرفوع بالابتداء وخبره محذوف، والتقدير: ايم الله قسمي، وفيها لغات جمع منها النووي في تهذيبه سبع عشرة، وبلغ بها غيره عشرين، وسيكون لنا عودة لبيانها في كتاب الإيمان، ويستفاد منه جواز التوكيد باليمين، وإن لم يتعين، "لقد أقلع" بضم الهمزة، أي: "عنها"، "وأنه ليخيل إلينا أنها أشد ملئة" بكسر الميم،