للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها حين ابتدأ فيها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اجمعوا لها". فجمعوا لها من بين عجوة ودقيقة وسويقة حتى جمعوا لها طعامًا، فجعلوه في ثوب وحملوها على بعيرها، ووضعوا الثوب بين يديها قال لها: تعلمين ما رزئنا من مائك شيئًا.


وسكون اللام، بعدها همزة مفتوحة، ثم تاء تأنيث، أي: امتلأ.
وفي رواية البيهقي: أنها أملأ "منها حين ابتدأ فيها" والمراد أنهم يظنون أن الباقي فيها من الماء أكثر مما كان أولا، وهذا من عظيم آياته وباهر دلائل نبوته، حيث توضؤوا واستقوا، واغتسل الجنب، بل في علامات النبوة من طريق سلم، بفتح المهملة أوله، تليها لام ساكنة، فميم، ابن زرير، بفتح الزاي المنقوطة أوله، وراءين بلا نقط، بينهما تحتية ساكنة؛ كما ضبطه النووي، والحافظ، والمصنف وغيرهم؛ أنهم ملئوا كل قربة وإداوة كانتا معهم بما سقط من العزالى، وبقيت المزادتان مملوءتين، بل ظن الصحابة أنه كان أكثر مما كان أولا، "فقال النبي صلى الله عليه وسلم" لأصحابه: "اجمعوا لها" تطييبًا لخاطرها في مقابلة حبسها في ذلك الوقت عن السير إلى قومها وما نالها من خوف أخذ مائها، لا أنه عوض عما أخذ من الماء، قاله المصنف، وقال الحافظ: وفيه جواز أخذ المحتاج برضا المطلوب منه أو بغير رضاه إن تعين، وفيه جواز المعاطاة في مثل هذه من الهبات والإباحات من غير لفظ من المعطى والآخذ، "فجمعوا لها من بين عجوة" تمر، أجود تمر المدينة، وفي رواية: ما بين، كما في المصنف، واقتصر الحافظ على من بين، فلا معنى لترجي زيادة بين من المصنف بعد ثوبتها رواية، "ودقيقة وسويقة" بفتح أولهما، وفي رواية: كريمة بضمهما مصغرًا مثقلا؛ كما قال الحافظ وغيره، وعطف سويقة على دقيقة خاص على عام، "حتى جمعوا لها طعامًا" كثيرًا؛ كما عند أحمد، وفيه إطلاق لفظ الطعام على غير الحنطة والذرة، خلافًا لمن أبى ذلك، ويحتمل أن يكون المعنى طعامًا غير العجوة وما بعدها، قال الحافظ، أي: ما يعد طعامًا عرفا بحيث ينتفع به ويدخر ليؤكل في أوقات متفرقة، وهو كناية عن كثرة ما جمعوه لها، بدليل زيادة أحمد: كثيرًا، "فجعلوه" أي: ما جمعوه، ولأبي ذر: فجعلوها، أي: الأنواع المجموعة "في ثوب" من عندهم على ظاهره، لكن في الشفاء، ثم أمر فجمع للمرأة من الأزواد حتى ملئوا ثوبها، فظاهره: أن المراد في ثوبها "وحملوها على بعيرها" الذي كانت راكبة عليه، "ووضعوا الثوب" بما فيه "بين يديها" أي: قدامها على البعير، "قال لها" صلى الله عليه وسلم؛ كما في رواية الإسماعيلي، وللأصيلي: قالوا لها، أي: الصحابة بأمره صلى الله عليه وسلم "تعلمين" قال الحافظ: بفتح أوله وثانيه، وتشديد اللام، أي: اعلمي، وقال المصنف: بفتح التاء، وسكون العين، وتخفيف اللام، أي: اعلمي "ما رزئنا" بفتح الراء، وكسر الزاي، ويجوز فتحها، وبعدها همزة ساكنة، أي: نقصنا "من مالك شيئًا" قال الحافظ: ظاهره أن جميع

<<  <  ج: ص:  >  >>