وفي رواية: فمطرنا من جمعة إلى جمعة، وفي أخرى: فدامت جمعة، وفي أخرى: فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا، وأخرى فما كدنا أن نصل إلى منازلنا، أي: من كثرة المطر وأخرى حتى سالت مثاعب المدينة، بمثلثة، وآخره موحدة جمع مثعب مسيل الماء، وفي مسلم: فأمطرنا حتى رأيت الرجل تهمه نفسه أن يأتي أهله، ولابن خزيمة: حتى أهم الشاب القريب الدار: الرجوع إلى أهله، "وقام" بالواو، ولأبي ذر، والأصيلي، وابن عساكر، فقام بالفاء، "ذلك الأعرابي" الذي طلب الدعاء "أو غيره" وفي رواية: ثم دخل رجل في الجمعة المقبلة، فظاهره أنه غير الأول؛ لأن النكرة إذا تكررت دلت على التعدد، وقد قال شريك: سألت أنسا أهو الرجل الأول؟ قال: لا أدري، وهذا يقتضي أنه لم يجزم بالتغاير، فالقاعدة أغلبية؛ لأن أنسا من أهل اللسان قد تردد، ومقتضى رواية أو غيره أنه كان يشك فيه. وفي رواية للبخاري: فأتى الرجل، فقال. وفي أبي عوانة: فما زلنا نمطر حتى جاء ذلك الأعرابي في الجمعة الأخرى، وهذا يقتضي الجزم بكونه واحدًا، قاله الحافظ، "فقال: يا رسول الله، تهدم البناء" وفي رواية: البيوت، "وغرق المال" وفي رواية: هلكت الأموال، وانقطعت السبل، واحتبس الركبان، "فادع الله لنا" وفي رواية: فادع الله يمسكها، أي: الأمطار، أو السحابة، أو السماء، والعرب تطلق على المطر سماء، وفي رواية: ن يمسك الماء عنًا، ولأحمد: أن يرفعها عنًا. وفي رواية للبخاري: فادع ربك أن يحسبها عنا، فضحك. وفي رواية: فتبسم لسرعة ملال ابن آدم، "فرفع يديه" بالتثنية، وفي رواية: يده على إرادة الجنس، فقال: "اللهم حوالينا" بفتح اللام، أي: أنزل أو أمطر حوالينا، والمراد: أصرف المطر عن الأبنية والدور، "ولا" تنزله "علينا" قال الحافظ: فيه بيان المراد بقوله: حوالينا؛ لأنها تشمل الطرق التي حولهم، فأخرجه بقوله: "ولا علينا". قال الطيبي: في إدخال الواو هنا معنى لطيف، وذلك أنه لو أسقطها لكان مستقيًا للآكام وما معها فقط، ودخول الواو يقتضي أن طلب المطر على المذكورات ليس مقصودًا لعينه، ولكن ليكون وقاية من أذى المطر، فليس الواو مخلصة للعطف، ولكنها للتعليل، وهو كقولهم: تجوع الحرة، ولا تأكل بثدييها، فإن الجوع ليس مقصودًا لعينه، لكونه مانعًا عن الرضاع بأجرة، إذا كانوا يكرهون ذلك آنفًا، انتهى.