"وعن أبي العلاء سمرة بن جندب" بضم الدال وفتحها ابن هلال الفزاري، حليف الأنصار، الصحابي المشهور، مات بالبصرة، سنة ثمان وخمسين، وقيل: سنة تسع، وقيل: سنة ستين. قال في الإصابة: يكنى أبا سليمان. "قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم نتداول من قصعة" بفتح القاف فيها لحم، "من غدوة حتى الليل" بالجر، ويجوز رفعه ونصبه، "يقوم عشرة ويقعد عشرة" تفسير للتداول، قيل: المعروف من حديث سمرة من غدوة إلى الظهر يقوم قوم ويقعد آخرون، "قلنا: فما كانت" أي: أي شيء كانت "تمد" أي: تزاد به، "قال: من أي شيء تعجب؟ ما كانت تمد إلا من هاهنا، وأشار بيده إلى السماء" والمراد من إحسان الله معجزة له صلى الله عليه وسلم؛ كما يدل عليه السياق، لا أن الزيادة تنزل من السماء حقيقة، كنزول مائدة بني إسرائيل بدعاء عيسى، "رواه الترمذي" وشيخه "الدارمي" عبد الله بن عبد الرحمن، "وعنه" أي: سمرة من وجه آخر، والحديث واحد. "أتى" بالبناء للمفعول، إذ لا يتعلق غرض ببيان الآتي. "النبي صلى الله عليه وسلم بقصعة فيها لحم" مطبوخ، "فتعاقبوها"، أي: قعد عليها عشرة بعد عشرة؛ كما في رواية قبل، لأن كلا منهم أتى عقب سابقة بلا فاصل، "من غدوة حتى الليل" بالأوجه الثلاث، "يقوم قوم ويقعد آخرون تفسير للتعاقب وبين عدة القوم من الرواية قبله "فقال رجل لسمرة: هل كانت تمد؟ " حتى كفت تلك المدة الطويلة، "فقال: ما كانت تمد إلا من هاهنا، وأشار بيده إلى السماء، رواه الدارمي" أيضًا، "وابن أبي شيبة، والترمذي، والحاكم، والبيهقي،