روى ابن وهب عن ابن لهيعة؛ أن الأسود العنسي لما ادعى النبوة، غلب على صنعاء، أخذ ذؤيب بن كليب بتصغيرها، فألقاه في النار لتصديقه بالنبي صلى الله عليه وسلم، فلم تضره النار، فذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه، فقال عمر: الحمد لله الذي جعل في أمتنا مثل إبراهيم الخليل، وسماه ابن الكلبي ذؤيب بن وهب، وقال في سياقه: طرحه في النار، فوجده حيًا، ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مخضرم، أسلم في العهد النبوي، قال عبدان: إنه أول من أسلم من أهل اليمن، ولا أعلم له صحبة. وروى ابن عساكر: أن الأسود بن قيس، بعث إلى أبي مسلم الخولاني، فأتاه، فقال: "أتشهد أني رسول الله؟ "، قال: ما أسمع، قال: "أتشهد أن محمدًا رسول الله؟ "، قال: نعم فأتى بنار عظيمة، فألقاه فيها، فلم تضره، فقيل للأسود إن لم تنف هذا عنك أفسد عليك من اتبعك، فأمر بالرحيل، فقدم المدينة، وقد قبض النبي صلى اله عليه وسلم، واستخلف أبو بكر، فقال أبو بكر: الحمد لله الذي ألبثني حتى أراني في أمة محمد من صنع به، كما صنع بإبراهيم. "وأما ما أعطيه إبراهيم عليه الصلاة والسلام من مقام الخلة" بفتح الخاء وضمها: الصداقة، "فقد أعطيه نبينا صلى الله عليه وسلم، وزاد بمقام المحبة" فجمع له بينهما، روى أبو يعلى في حديث المعراج، فقال له ربه: اتخذتك خليلا وحبيبًا، وفي التوراة: محمد حبيب الله، وروى ابن ماجه وأبو نعيم مرفوعًا: "أن الله اتخذني خليلا، كما اتخذ إبراهيم خليلا، فمنزلي ومنزل إبراهيم في الجنة تجاهين، والعباس بيننا، مؤمن بين خليلين". وروى أبو نعيم عن كعب بن مالك: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل وفاته بخمس: "إن الله اتخذ صاحبكم خليلا". "وقد روي في حديث الشفاعة؛ أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام إذا قيل له: اتخذك الله خليلا" أي: اصطفاك وخصك بكرامة تشبه كرامة الخليل عند خليله، "فاشفع لنا" في