"وأما تحريم التزويج عليهن فنسخ، قالت عائشة: ما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحل الله له النساء، يعني اللاتي حرمن عليه" ولذا تزوج، كما مر تفصيله في الزوجات، "وقيل: الناسخ لتحريمهن عليه قوله تعالى: {إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ} [الأحزاب: ٥٠] ، وإن تقدم عليه التلاوة، وفي ابن عطية ذهب هبة الله إلى أن قوله تعالى: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ} الآية، ناسخ لقوله {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} الآية، وقال: ليس في كتاب الله ناسخ تقدم المنسوخ إلا هذا، قال: وكلامه مضعف من جهات، انتهى. "وقال النووي في الروضة: لما خيرهن فاخترنه، كافأهن الله عز وجل على حسن صنيعهن بالجنة، فقال: {إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ} يسر وهيأ {لِلْمُحْسِنَاتِ} المطيعات {مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} الآية، أي الجنة؛ كما قال، "انتهى، وإنما اختص صلى الله عليه وسلم بوجوب التخيير لنسائه بين التسريح والإمساك لأن الجمع بين عدد منهن يوغر" بضم التحتية، وكسر المعجمة وبالراء، أي: يهيج "صدورهن" بالغيظ والضغن والعداوة "بالغيرة" أي: بسببها "التي هي أعظم الآلام، وهو" أي: الألم "إيذاء يكاد ينفر القلب ويوهن الاعتقاد، وكذا إلزامهن على الصبر والفقر يؤذيهن، ومهما ألقى زمام الأمر إليهن" بالتخيير "خرج عن أن يكون" ما هن عليه "ضررًا" فلا يرد أن الأولى أن