للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على ما صححه أبو عبد الله القرطبي أنه حي أيضًا.

وليس في الرسل من يتبعه رسول إلا نبينا صلى الله عليه وسلم، وكفى بهذا شرفًا لهذه الأمة المحمدية زادها الله شرفًا.

فالحمد لله الذي خصنا بهذه الرحمة، وأسبغ علينا هذه النعمة، ومن علينا بما عمنا به من الفضائل الجمة، ونوه بنا في كتابه العزيز بقوله: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ} [آل عمران: ١١٠] ، فتأمل قوله {كُنْتُمْ} .


عمران، "على ما صححه أبو عبد الله" محمد بن فرج "القرطبي" المفسر، "أنه حي أيضًا" ذكر وهب في المبتدأ أن إلياس عمر، كما عمر الخضر، وأنه يبقى إلى آخر الزمان.
وروى الدارقطني عن ابن عباس مرفوعًا: "يجتمع الخضر وإلياس كل عام في الموسم، فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه ويتفرقان عن هؤلاء الكلمات: بسم الله، ما شاء الله، لا يسوق الخير إلا الله، لا يصرف السوء إلا الله، بسم الله، ما شاء الله، ما كان من نعمة فمن الله، بسم الله، ما شاء الله، لا حول ولا قوة إلا بالله"، وإسناده ضعيف، ورواه ابن الجوزي بسنده واهٍ جدًا، وزاد: قال صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد قالها في كل يوم إلا أمن من الغرق والحرق والسرق، وكل شيء يكرهه حتى يمسي، وكذلك حتى يصبح"، ورواه أحمد في الزهد بسند حسن، لكنه معضل، عن عبد العزيز بن أبي رواد، وزاد: "ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى قابل، ويصومان رمضان ببيت المقدس".
وروي عن كعب الأحبار، قال: أربعة من الأنبياء أحياء، اثنان في الأرض، الخضر وإلياس، واثنان في السماء: إدريس وعيسى.
وروى الحاكم في المستدرك عن أنس: أإلياس اجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأكلا جميعًا، وأن طوله ثلاثمائة ذراع، وأنه قال: إنه لا يأكل في السنة إلا مرة واحدة، قال الذهبي: هذا خبر باطل.
وفي الإصابة: يلزم من ذكر الخضر في الصحابة أن يذكر إلياس، ومن أغرب ما روي فيه: أنه هو الخضر، فأخرج ابن مردويه في تفسير سورة الأنعام عن ابن عباس مرفوعًا: "الخضر هو إلياس".
"وليس في الرسل من يتبعه رسول" عاملا بشريعته، تاركًا للشرع الذي أوحي إليه به، "إلا نبينا صلى الله عليه وسلم" لأنه نبي الأنبياء، "وكفى بهذا شرفًا لهذه الأمة المحمدية، زادها الله شرفًا، فالحمد لله الذي خصنا بهذه الرحمة، وأسبغ" أفاض وأتم "علينا هذه النعمة، ومن علينا بما عمنا به من الفضائل الجمة" الكثيرة "ونوه بنا" أي: رفع ذكرنا "في كتابه العزيز، بقوله: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران: ١١٠] الآية، "فتأمل قوله: {كُنْتُمْ} الدال على

<<  <  ج: ص:  >  >>