للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي: في اللوح المحفوظ، وقيل: كنتم في علم الله.

فينبغي لمن هو من هذه الأمة المحمدية أن يتخلق بالأخلاق الزكية، ليثبت له ما لهذه الأمة الشريفة من الأوصاف المرضية، ويتأهل لما لها من الخيرية.

قال مجاهد: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} إذا كنتم على الشرائط المذكورة، أي: {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} .

وقيل: إنما صارت أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير أمة لأن المسلمين منهم أكثر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيهم أشهر.

وقيل: هذا لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كما قال عليه الصلاة والسلام: "خير الناس قرني


ثبوت قدم الخيرية لهم من قبل وجود الأمم، "أي: في اللوح المحفوظ، وقيل: كنتم في علم الله" والقصد بهذين القولين تحقيق معنى المضي، وقيل: معنى: {كُنْتُمْ} أنتم؛ كقوله: {وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا} الآية، وفي موضع آخر: {إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ} الآية.
وأشار البغوي إلى ترجيح الأول بما أخرجه هو وأحمد والترمذي وغيرهم عن معاوية بن حيدة؛ أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في قوله عز وجل: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} الآية، قال: "إنكم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله". "فينبغي لمن هو من هذه الأمة المحمدية أن يتخلق بالأخلاق الزكية" بملازمة الطاعات واجتناب المنهيات، "ليثبت له ما لهذه الأمة الشريفة" بشرف نبيها "من الأوصاف المرضية" لله وعباده التقين، "ويتأهل لما لها من الخيرية".
"قال مجاهد" في تفسير قوله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} : إذا كنتم على الشرائط المذكورة، أي" قوله: {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} الآية؛ لأن ذلك استئناف لبيان الخيرية فهو شرط فيها فمن لم يكن كذلك لم يتصف بالخيرية.
"وقيل: إنما صارت" أي كانت ووجدت "أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير أمة؛ لأن المسلمين منهم أكثر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيهم أشهر" وهذا كله على أن الخطاب للأمة كلهم، "وقيل: هذا" الخطاب "لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم" كما قال عليه الصلاة والسلام" في الصحيحين وغيرهما: "خير الناس" وفي رواية: خير أمتي، "قرني" أي: أهل عصري، يعني

<<  <  ج: ص:  >  >>