للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"، وهذا يدل على أن أول هذه الأمة أفضل من بعدها. وإلى هذا ذهب معظم العلماء.

وإن من صحبه صلى الله عليه وسلم ورآه ولو مرة من عمره أفضل من كل من يأتي بعده، وأن فضيلة الصحبة لا يعدلها عمل، هذا مذهب الجمهور.

وذهب أبو عمر بن عبد البر: إلى أنه قد يكون فيمن يأتي بعد الصحابة أفضل ممن كان في جملة الصحابة، وإن قوله عليه الصلاة والسلام: "خير الناس قرني" ليس على عمومه بدليل ما يجمع القرن من الفاضل والمفضول، وقد جمع قرنه عليه الصلاة والسلام جماعة من المنافقين المظهرين للإيمان، وأهل الكبائر الذين أقام عليهم وعلى بعضهم الحدود، وقد روى أبو أمامة أنه صلى الله عليه وسلم قال: "طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى سبع مرات


الصحابة، ومدتهم من البعثة مائة وعشرون سنة أو دونها، أو فوقها بقليل على الخلاف في وفاة آخر الصحابة موتا أبي الطفيل، وإن اعتبر من وفاته صلى الله عليه وسلم كان مائة أو تسعين أو سبعا وتسعين، "ثم الذين يلونهم" أي: القرن الذين بعدهم، وهم التابعون، ومدتهم نحو سبعين أو ثمانين سنة إن اعتبر من سنة مائة، "ثم الذين يلونهم" وهم أتباع التابعين من خمسين إلى حدود عشرين ومائتين، فمدة القرن تختلف باختلاف أعمار كل زمان، ومر الحديث قريبًا.
"وهذا يدل على أن أول هذه الأمة أفضل من بعدها، وإلى هذا ذهب معظم العلماء، وإن من صحبه صلى الله عليه وسلم ورآه ولو مرة من عمره أفضل من كل من يأتي بعده، وإن فضيلة الصحبة لا يعدلها عمل" عطف علة على معلول، "هذا مذهب الجمهور" إطناب مساو لقوله معظم العلماء.
"وذهب أبو عمر بن عبد البر إلى أنه قد يكون فين يأتي بعد الصحابة أفضل ممن كان في جملة الصحابة" كمن رآه مرة، "وإن قوله عليه الصلاة والسلام: "خير الناس قرني"، ليس على عمومه بدليل ما يجمع القرن من الفاضل والمفضول، وقد جمع قرنه عليه الصلاة والسلام جماعة من المنافقين المظهرين للإيمان" لكن في الاستظهار بذكر هؤلاء على الدعوى شيء، إذ هؤلاء كفار، والكلام في المؤمنين، "وأهل الكبائر الذين أقام عليهم وعلى بعضهم الحدود" وفي الاستظهار بهم أيضا شيء، فالحدود جوابر على الصحيح، "وقد روى أبو أمامة" الباهلي، صدي بالتصغير ابن عجلان، صحابي مشهور، سكن الشام، ومات بها سنة ست وثمانين، "أنه صلى الله عليه وسلم قال: "طوبى" تأنيث أطيب، أي: راحة وطيب عيش، حاصل "لمن رآني وآمن بي، وطوبى سبع مرات"، المتبادر أنه قال: هذا اللفظ، لا أنه كرر طوبى سبعًا

<<  <  ج: ص:  >  >>