وروى الطيالسي وعبد بن حميد عن ابن عمر، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل له: أرأيت من آمن بك ولم يرك، وصدقك ولم يرك؟ قال: "أولئك إخواني أولئك معي، طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن آمن بي ولم يرني ثلاث مرات"، ولا يعارض ما قبله؛ لأنه أخبر بما علمه أولا، ثم زيد فأخبر به، ويدل على ذلك حديث الطبراني عن ابن عمر، وابن النجار عن أبي هريرة رفعاه: "طوبى لمن أدركني وآمن بي، وطوبى لمن لم يدركني، ثم آمن بي"، فأخبر أن كلا له طوبى، ولم يذكر عددًا، لأنه قبل أن يوحى إليه بالعدد. وأخرج أحمد وابن حبان عن أبي سعيد، أن رجلا قال: يا رسول الله! طوبى لمن رآك وآمن بك، فقال صلى الله عليه وسلم: "طوبى لمن رآني وآمن بي، ثم طوبى، ثم طوبى، ثم طوبى لمن آمن بي ولم يرني"، فقال رجل: يا رسول الله! وما طوبى؟ قال: "شجرة من الجنة مسيرة مائة سنة، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها". وروى الطبراني برجال ثقات، والحاكم عن عبد الله بن يسر، مرفوعًا: "طوبى لمن رآني وآمن بي، وطوبى لمن رأى من رآني، وطوبى لمن رأى من رأى من رآني، طوبى لهم وحسن مآب". "وفي مسند أبي داود" سليمان بن داود بن الجارود "الطيالسي"، البصري، ثقة، حافظ، روى له مسلم والأربعة، ومات سنة أربع ومائتين، "عن محمد بن أبي حميد" إبراهيم الأنصاري، الزرقي، المدني، ضعيف روى له الترمذي وابن ماجه، "عن زيد بن أسلم" العدوي، المدني ثقة، عالم من رجال الجميع مات سنة ست وثلاثين ومائة، "عن أبيه" أسلم مولى عمر، ثقة مخضرم، روى له الجميع ومات سنة ثمانين، وقيل: بعد سنة ستين، وهو ابن أربع عشرة ومائة سنة، "عن عمر" بن الخطاب، "قال: كنت جالسًا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "أتدرون أي الخلق أفضل إيمانًا؟ " قلنا: الملائكة" لأنهم لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون،