للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الباب بأن له الصواب، انتهى.

وإسناد حديث أبي داود الطيالسي عن عمر ضعيف فلا يحتج به، لكن روى أحمد والدارمي والطبراني عن أبي عبيدة -ابن الجراح: يا رسول الله، أحد خير منا؟ أسلمنا معك وجاهدنا معك؟ قال: "قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني". وإسناده حسن وصححه الحاكم.

والحق ما عليه الجمهور: أن فضيلة الصحبة لا يعدلها عمل لمشاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والدلائل على أفضلية الصحابة على غيرهم كثيرة متظاهرة لا نطيل بذكرها وسيأتي بقية مباحث ذلك في فضل الصحابة من المقصد السابع إن شاء الله تعالى.

وقد خص الله تعالى هذه الأمة الشريفة بخصائص لم يؤتها أمة.


"التسوية بين أول هذه الأمة وآخرها في فضل العمل إلا أهل بدر والحديبية" لنصه صلى الله عليه وسلم على أفضلية أهلهما على من سواهما، فمحل النزاع فيمن لم يحصل له إلا مجرد المشاهدة، "ومن تدبر هذا الباب؛ بأن له الصواب، انتهى؛ وإسناد حديث أبي داود الطيالسي، عن عمر ضعيف" لضعف محمد بن أبي حميد، "فلا يحتج به" فتحسين ابن عبد البر ما حكم على المجموع؛ لأنه قال: وحسنها بعد أحاديث عدة، وأبرز سند حديث عمر، أو باعتبار شاهده الذي استدركه بقوله: "لكن روى أحمد والدارمي، والطبراني عن أبي عبيدة" عامر "ابن الجراح" أحد العشرة، أنه قال: "يا رسول الله! أحد" بتقدير أداة الاستفهام همزة، أو هل أحد "خير منا، أسلمنا معك وجاهدنا معك؟ "قال: خير منكم " قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني"، وإسناده حسن، وصححه الحاكم" وهو بمعنى حديث عمر، فهو شاهده.
"والحق ما عليه الجمهور: أن فضيلة الصحبة لا يعدلها عمل؛ لمشاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو مرة، وذلك لا يكون لمن بعد الصحابة ولو بلغوا ما بلغوا، "والدلائل على أفضلية الصحابة على غيرهم كثيرة متظاهرة، لا نطيل بذكرها، وسيأتي بقية مباحث ذلك في فضل الصحابة من المقصد السابع إن شاء الله تعالى" بما منه ما محصله: أنه يمكن تأويل الأحاديث المتدمة، بأن زيادة الأجر والخيرية بسبب الإيمان بالغيب دون مشاهدة الآيات، لا تستلزم الأفضلية المطلقة، فإنما يقع التفاضل بالنسبة إلى ما يماثله، وما فاز به من شاهده صلى الله عليه وسلم لم يفز به من لم يقع له ذلك، فلا يعدله فيه أحد.
"وقد خص الله تعالى هذه الأمة الشريفة" أي: أمة الإجابة "بخصائص لم يؤتها أمة

<<  <  ج: ص:  >  >>