للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال صلى الله عليه وسلم: "فأراد الله أن يمن عليّ ذلك فقال: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا} [القصص: ٤٦] "، أي: أمتك حتى أسمعنا موسى كلامهم.

ورواه قتادة, وزاد: فقال: يا رب، ما أحسن أصوات أمة محمد صلى الله عليه وسلم أسمعني مرة أخرى.

وفي الحلية لأبي نعيم، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوحى الله تعالى إلى موسى، نبئ بني إسرائيل أنه من لقيني وهو جاحد بأحمد أدخلته النار، قال: يا رب، ومن أحمد؟ قال: ما خلقت خلقًا أكرم علي منه


وفي الصحيحين مرفوعًا: "من شهد أن لا إله إلا الله, وجبت له الجنة". وفي الطبراني رفعه: "من شهد أن لا إله إلا الله, خالصًا من قلبه، دخل الجنة، ولم تمسه النار". وفي بسط الكلام في هذا طول.
قال صلى الله عليه وسلم: "فأراد الله أن يمن عليّ بذلك، فقال: {وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ} ", الجبل {إِذْ نَادَيْنَا} ، أي: أمتك حين أسمعنا موسى كلامهم. وفي البغوي: قيل نادينا موسى: خذ الكتاب بقوة، وقال وهب: قال موسى: يا رب أرني محمدًا، قال: إنك لن تصل إلى ذلك، وإن شئت ناديت أمته، وأسمعت صوتهم، قال: بلى يا رب، قال الله تعالى: يا أمة محمد، فأجابوه من أصلاب آبائهم.
وقال أبو زرعة عن عمرو بن جرير: "نادى يا أمة محمد قد أجبتكم قبل أن تدعوني، وأعطيتكم قبل أن تسألوني".
وروى عن ابن عباس ورفعه: "بعضهم قال الله: يا أمة أحمد، فأجابوا من أصلاب الآباء وأرحام الأمهات: لبيك الله، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، قال تعالى: يا أمة محمد إن رحمتي سبقت غضبي، وعفوي عقابي، قد أعطيتكم من قبل أن تسألوني، وقد أجبتكم من قبل أن تدعوني، وقد غفرت لكم من قبل أن تعصوني، من جاءني يوم القيامة بشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبدي ورسولي دخل الجنة، وإن كانت ذنوبه أكثر من زبد البحر"، انتهى.
ورواه قتادة، وزاد: "فقال يا رب ما أحسن أصوات أمة محمد صلى الله عليه وسلم أسمعني مرة أخرى" أصواتهم ولم أر هل أسمعه أم لا؟
"وفي" كتاب "الحلية" أي: حلية الأولياء وطبقات الأصفياء "لأبي نعيم" أحمد بن عبد الله الأصفهاني، الحافظ الشهير، "عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوحى الله تعالى إلى موسى نبئ" خبر "بني إسرائيل" يعقوب, "أنه من لقيني وهو جاحد بأحمد، أدخلته النار" خالدًا فيها لكفره به، "قال: يا رب ومن أحمد؟ قال: ما خلقت خلقًا أكرم عليّ منه".

<<  <  ج: ص:  >  >>