للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عائشة قال: إن آدم لما تيب عليه عند الفجر صلى ركعتين فصارت الصبح، وفدى إسحاق عند الظهر، فصلى أربع ركعات، فصارت الظهر، وبعث عزير عند العصر، فقيل له: كم لبثت قال: يومًا، فرأى الشمس فقال: أو بعض يوم فصلى أربع ركعات فصارت العصر، وغفر لداود عند المغرب، فقام يصلي أربع ركعات فجهد فجلس في الثالثة فصارت المغرب ثلاثًا. وأول من صلى العشاء الآخرة نبينا صلى الله عليه وسلم.


ثقة، رمي بالقدر ولا يثبت، مات سنة ثمان وعشرين ومائتين، روى له أبو داود والترمذي والنسائي، ويقال له "ابن عائشة"، والعائشي، والعيشي، نسبة إلى عائشة بنت طلحة، لأنه من ذريتها، "قال: إن آدم لما تيب عليه عند الفجر صلى ركعتين، فصارت الصبح" فكان يصليها إلى أن مات، "وفدى إسحاق عند الظهر" من الذبح، ففيه حجة لقول الجمهور أنه الذبيح؛ كقوله صلى الله عليه وسلم: "الذبيح إسحاق". رواه الدارقطني وغيره بإسناد جيد، ومر بسطه، وتسمح من قال بناء على أنه الذبيح، والصحيح أنه إسماعيل؛ لأن هذا إخبار عن بلاغ، فلا يبنى على خلاف العلماء، "فصلى" إبراهيم "أربع ركعات" سقط إبراهيم من قلم المصنف أو نساخه مع أنه في رواية الطحاوي: فأوهم سقوطه أن المصلي إسحاق وليس كذلك، "فصارت الظهر؛ وبعث عزير" بالصرف ابن سروحا لما مر على قرية هي بيت المقدس، أو غيرها راكبًا على حمار ومعه سلة تين وقدح عصير بعد ما خرب القرية بختنصر، قال: استعظامًا لقدرة الله تعالى أنى يحيي هذه الله بعد موتها، فأماته الله مائة عام، ثم بعثه: أحياه ليريه كيفية ذلك "عند العصر، فقيل له: كم لبثت؟ " مكثت هنا، "قال: لبثت يومًا، فرأى الشمس، فقال: أو بعض يوم" لأنه نام أول النهار، فقبض وأحيي أثناء نهار غيره فظن أنه يوم النوم، "فصلى أربع ركعات" وقد اختلف أهل التفسير في المراد بقوله تعالى: {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ} الآية، فالمشهور أنه عزير، وأخرجه الحاكم وغيره عن علي، والخطيب عن عبد الله بن سلام وعن ابن عباس، وقيل: كان نبيًا اسمه أرميا، وقيل الخضر، وقيل: حزقيل، وقيل: هو كافر بالبعث، وقيل غير ذلك؛ إلا أن ما أفاده بقوله: "فصارت العصر" أنها كانت له مخالف لما في شرح المسند للرافعي أن العصر لسليمان "وغفر لداود" بن إيشاء، بكسر الهمزة، وسكون التحتية، ومعجمة ابن عوبد، بمهملة، وموحدة، بزنة جعفر, ابن باعر، بموحدة، ومهملة مفتوحة، ابن سلمون بن يارب، بتحتية، آخر ابن رام بن حضرون، بمهملة، ثم ابن فارض بفاء، وآخره مهملة، ابن يهود بن يعقوب، "عند المغرب، فقام يصلي أربع ركعات، فجهد" تعب، "فجلس في الثالثة، فصارت المغرب ثلاثًا"، وفيه مخالفة لنقل الرافعي أن المغرب ليعقوب، "وأول من صلى العشاء الآخرة نبينا صلى الله عليه وسلم" فهي من خصائصنا، وعورض بما في شرح المسند أن

<<  <  ج: ص:  >  >>