للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها الأذان والإقامة.

ومنها البسملة، قال بعضهم فيما نقله الشيخ شهاب الدين الحلبي النحوي في تفسيره، قال: ولم ينزلها الله على أحد من الأمم قبلنا إلا على سليمان بن داود، فهي مما اختصت به هذه الأمة، انتهى.

ومنها التأمين، روى الإمام أحمد من حديث عائشة: بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ استأذن رجل من اليهود، فذكر الحديث.


"ومنها الأذان والإقامة" للصلاة بدليل تحيرهم فيما يجتمعون به للصلاة، حتى رأى عبد الله بن زويد الرؤيا المشهورة كما تقدم، ولا يعارضه ما روى عند الحاكم وابن عساكر، أن آدم لما نزل بالهند استوحش، فنزل جبريل فنادى بالأذان، لأن مشروعيته للصلاة هي الخصوصية، "ومنها البسملة" أي قول: بسم الله الرحمن الرحيم، بهذه الألفاظ العربية على هذا الترتيب، وما روي أن آدم لما أراد الخروج من الجنة قالها، فقال له جبريل: لقد تكلمت بكلمة عظيمة، قف ساعة، لعل أن يظهر من الغيب لطف لا يرد، لأنها لم تنزل عليه، وإنما ألهمها، ومحل الخصوصية نزولها على نبينا، وصارت لأمته، كما "قال بعضهم فيما نقله الشيخ شهاب الدين" أحمد بن يوسف بن عبد الدائم، "الحلبي النحوي" نزيل القاهرة، الشهير باسمين.
قال الحافظ ابن حجر: تعالى النحو فمهر فيه، ولازم أبا حيان، إلى أن فاق أقرانه، وأخذ القراءات عن التقي الصائغ، ومهر فيها، وولى تدريس القرآن بجامع ابن طولون، والإعادة بالشافعي، وناب في الحكم، وله تفسير القرآن، وإعراب القرآن، وشرح التسهيل، وشرح الشاطبية، مات في جمادى الآخرة، سنة ست وخمسين وسبعمائة "في تفسيره" وهو كبير في عدة أجزاء غير إعراب القرآن له، كما علم، "ولم ينزلها الله على" نبي "أحد من الأمم قبلنا إلا على سليمان بن داود" وما شرع لنبي شرع لأمته، فالمراد بقوله: "فهي مما اختصت به هذه الأمة" أي: نزر لها قرآنًا يتلى.
وأما بالنسبة لسليمان فلعله التبرك بها كذا قال: شيخنا، وأحسن منه قول بعض المحققين: الأصح أنها بهذه الألفاظ العربية على هذا الترتيب من خصائص المصطفى وأمته، وما في سورة النمل جاء على جهة الترجمة عما في الكتاب، لأنه لم يكن عربيًا، "انتهى".
نقله الشهاب الحلبي، وقد روى الطبراني بريدة، رفعه: "أنزل علي آية لم تنزل على نبي بعد سليمان غيري: بسم الله الرحمن الرحيم". "ومنها التأمين" عقب الفاتحة، للمأموم على ما يفهمه قول خلف الإمام، "وروى الإمام أحمد من حديث عائشة: بينما أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ استأذن رجل من اليهود، فذكر الحديث" وهو فأذن له، فقال: السام عليك، فقال النبي: "وعليك"،

<<  <  ج: ص:  >  >>