للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى قولنا خلفا الإمام آمين".

قال الحافظ ابن حجر: وهذا حديث غريب لا أعرفه بهذه الألفاظ إلا من هذا الوجه، لكن لبعضه متابع حسن في التأمين.


عباس، قال: كانت الكعبة قبلة موسى ومن معه، انتهى.
وقد رجح الحافظ العلائي: أن الكعبة قبلة الأنبياء كلهم، كما دلت عليه الآثار، قال بعضهم: وهو الأصح، واختار ابن العربي وتلميذه السهيلي أن قبلة الأنبياء بيت المقدس، قال بعضهم، وهو الصحيح المعروف، فعد صاحب الأنموذج من خصائص المصطفى وأمته: استقبال الكعبة إنما هو على أحد قولين مرجحين، نعم ذكر فيما اختص به على جميع الأنبياء والمرسلين الجمع له بين القبلتين، "وعلى قولنا خلف الإمام آمين" فإنها مختصة بنا بقيد الخلفية في الصلاة، وكذا عقب الدعاء، لكن شارك هارون في ذلك كما روى الحارث بن أسامة، وابن مردويه، عن أنس مرفوعًا: "أعطيت ثلاث خصال: أعطيت الصلاة في الصفوف، وأعطيت السلام، وهو تحية أهل الجنة، وأعطيت آمين، ولم يعطها أحد ممن كان قبلكم، إلا أن يكون الله أعطاها نبيه هارون، فإن موسى كان يدعو الله ويؤمن". أي: أعطي الخصلة الثالثة، فإنه كان يؤمن على دعاء موسى، كما قال تعالى: {قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا} الآية، وفي أول الآية، وقال موسى: ربنا، فدل على أنه الداعي، وهارون يؤمن، فسماه داعيًا، لأنه لتأمينه عليه مشارك له.
وفي مسند الفردوس، مرفوعًا: "الداعي والمؤمن في الأجر شريكان" فعلم أن الخصلتين الأوليين من خصوصيات هذه الأمة مطلقا، وكذا الثالثة بالنسبة لغير هارون في غير الصلاة.
"قال الحافظ ابن حجر: وهذا حديث غريب لا أعرفه بهذه الألفاظ إلا من هذا الوجه" وقال شيخه الزين العراقي: دخول اليهودي عليه ثلاثًا، واستئذانه وما بعده الألفاظ لم أره في شيء منها، أي: الأحاديث غير هذا، "لكن لبعضه متابع" بكسر الباء، أي: عليه، "حسن في التأمين" متعلق بمتابع بيان لبعضه، أي: دون الجمعة والقبلة، "أخرجه ابن ماجه، وصححه ابن خزيمة، كلاهما من رواية سهيل" بالتصغير، "ابن أبي صالح" ذكوان المدني، أبي يزيد، صدوق، تغير حفظه بآخره. وروى له الستة، إلا أن البخاري روى له مقرونًا، وتعليقًا "عن أبيه" ذكوان السمان الزيات المدني، تابعي، ثقة، ثبت، كان يجلب الزيت إلى الكوفة، مات سنة إحدى ومائة.
"وعن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم"، قال: "ما حسدتنا اليهود على شيء ما حسدتنا" أي: مثل حسدهم، أو مثل الذي حسدتنا "على السلام" عند التلاقي، ففيه دلالة على أنه مختص بنا دونهم، "والتأمين" أي ختم القارئ قراءته في الصلاة وغيرها، بقول: آمين أو الداعي دعاء بلفظ

<<  <  ج: ص:  >  >>