للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخرجه ابن ماجه وصححه ابن خزيمة كلاهما من رواية سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما حسدتنا اليهود على شيء ما حسدتنا على السلام والتأمين".

ومنها الاختصاص بالركوع، عن علي رضي الله عنه قال: أول صلاة ركعنا فيها العصر، فقلت: يا رسول الله، ما هذا؟ قال: "بهذا أمرت". رواه البزار والطبراني في الأوسط.

ووجه الاستدلال منه أنه عليه السلام صلى قبل ذلك الظهر، وصلى قبل فرض الصلوات الخمس قيام الليل، فكون الصلاة السابقة بلا ركوع قرينة لخلو صلاة الأمم السابقة منه. قاله بعض العلماء.

قال: وذكر جماعة من المفسرين في قوله تعالى: {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} [البقرة: ٤٣] أن مشروعية الركوع في الصلاة خاص بهذه الأمة، وأنه لا ركوع في صلاة بني إسرائيل، ولذا أمرهم بالركوع


آمين، لكن خص من هذا هارون كما روى ابن ماجه بإسناد ضعيف عن ابن عباس رفعه: "ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على آمين، فأكثروا من قول آمين".
"ومنها" أي: خصائص الأمة "الاختصاص بالركوع" في الصلاة، وكأنه زاد الاختصاص زيادة تأكيد، لأن فيه نزاعًا، وميله للاختصاص، وإلا فالكلام فيه وأيضًا ضمير منها عائد له، "عن علي رضي الله عنه، قال: أول صلاة ركعنا فيها العصر، فقلت: يا رسول الله ما هذا؟ " الفعل الذي لم نعرفه قبل، قال: "بهذا أمرت"، رواه البزار والطبراني في" معجمه "الأوسط" الذي ألفه في غرائب شيوخه، كان يقول هذا الكتاب روحي؛ لأنه تعب عليه، "ووجه الاستدلال منه؛ أنه عليه السلام صلى قبل ذلك الظهر" فالصلاة التي ركع فيها هي عصر صبيحة الإسراء، "وصلى قبل فرض الصلوات الخمس قيام الليل" وكذا غيره مما كان يصليه نهارًا، "فكون" أي: وجود "الصلاة السابقة بلا ركوع قرينة لخلو صلاة الأمم السابقة منه" بناء على أن شرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد ناسخ، ويمكن بناؤه على القول الآخر، وتقدر القرينة بأنه لو كان في صلاة الأمم السابقة ركوع لكان النبي صلى الله عليه وسلم أولى بأنه لا يصلي بدونه صلاة واحدة، لئلا تكون صلاة غيره أتم من صلاته، "قاله بعض العلماء" يعني الجلال السيوطي، كما يعلم من الشامية.
"قال: وذكر جماعة من المفسرين في قوله تعالى" لبني إسرائيل: " {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ} الآية، أن مشروعية الركوع في الصلاة خاص بهذه الأمة، وأنه ركوع في صلاة بني إسرائيل، ولذا أمرهم بالركوع" إظهارًا في محل الإضمار، زيادة في البيان، "مع أمة

<<  <  ج: ص:  >  >>