للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

وهذا يعارضه قوله تعالى: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} [آل عمران: ٤٣] ، المفسر بأمرت بالصلاة في الجماعة بذكر أركانها مبالغة في المحافظة عليها.

قالوا: وقدم السجود قبل الركوع إما لكونه كذلك في شريعتهم، أو للتنبيه على أن "الواو" لا توجب الترتيب.

وقيل: المراد بالقنوت إدامة الطاعة، لقوله تعالى: {أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا} [الزمر: ٩] وبالسجود الصلاة والركوع الخشوع والإخبات الخضوع.

ومنها الصفوف في الصلاة، كصفوف الملائكة.


محمد صلى الله عليه وسلم" إذ لو كان في صلاتهم لم يحسن أمرهم به مع قوله قبله: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} الآية، "وهذا يعارضه قوله تعالى: {يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ} الآية، المفسر" صفة، أي: إنما يعارضه على تفسيره "بأمرت بالصلاة في الجماعة، بذكر أركانها" من سجود وركوع "مبالغة في المحافظة عليها" ومريم من بني إسرائيل، فهو ظاهر في أن الركوع ليس من خواص هذه الأمة، "قالوا: وقدم السجود على الركوع، إما لكونه كذلك في شريعتهم" أي: بني إسرائيل، "أو للتنبيه على أن الواو لا توجب الترتيب" بل مجرد العطف، وكلا الجوابين تقوية للمعارضة لا دفع لها؛ كما هو ظاهر، وأجيب عن المعارضة بأن المراد به من مريم ليس كذلك، بدليل ما بعده على أن المعارضة إنما تتم لو كان المفسر بهذا هم الجماعة المتقدمون، أما إن كانوا غيرهم فلا، لأنه مقبل أولئك ومثبت الخصوصية معترف بذلك بقوله: ذكر جماعة من المفسرين.
"وقيل: المراد بالقنوت إدامة الطاعة لقوله تعالى: {أَمْ مَنْ} بتخفيف الميم {هُوَ قَانِتٌ} قائم بوظائف الطاعات {آَنَاءَ اللَّيْلِ} ساعاته {سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} الآية، أي: كمن هو عاص بالكفر وغيره، وفي قراءة: "أم من" بمعنى بل والهمزة، "وبالسجود الصلاة" تسمية للكل باسم البعض، "والركوع الخشوع" لا مقابل السجود، فلا معارضة على هذا التفسير أصلا، "والإخبات" عطف تفسير قال البيضاوي: {وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ} : اطمأنوا إليه وخشعوا له من الخبت، وهي الأرض المطمئنة.
"ومنها الصفوف في الصلاة كصفوف الملائكة" أي: التراص وإتمام الأول فالأول،

<<  <  ج: ص:  >  >>