للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كان الرجل من بني إسرائيل يذنب الذنب فيصبح قد كتب على باب بيته: إن كفارته أن تنزع عينيك فينزعهما.

وأصل الإصر: الثقل الذي يأصر صاحبه، أي يحبسه من الحراك لثقله.

ومنها أن الله تعالى أحل لهم كثيرًا مما شدد على من قبلهم، ولم يجعل عليهم في الدين من حرج، قال تعالى:


وروى ابن أبي حاتم عن علي، قال الذين عبدوا العجل: يا موسى ما توبتنا؟ قال: يقتل بعضكم بعضًا، فأخذوا السكاكين، فجعل الرجل يقتل أباه وأمه وأخاه، حتى قتل سبعون ألفًا، فأوحى الله إليه، فليرفعوا أيديهم فقد غفر لهم.
وروى من طرق نحوه عن ابن عباس وغيره، وقول البيضاوي: أو المراد بالقتل قطع الشهوات؛ كما قيل: من لم يعذب نفسه لم ينعمها، ومن لم يقتلها لم يحيها.
قال السيوطي: هذا ذكره بعض أرباب الخواطر، قال جماعة: ولا يجوز أن يفسر به بإجماع المفسرين على أن المراد القتل الحقيقي، انتهى. وفي الجليل استبعده جماعة بإجماع المفسرين على أن المراد القتل الحقيقي؛ بأن يسلم من عبد العجل نفسه للبريء ليقتلها، فلا يرد عليه قول بعضهم: أجمع المفسرون على أنهم ما قتلوا أنفسهم بأيديهم، إذ لو كانوا مأمورين بذلك؛ لصاروا عصاة بتركه، "وقد كان الرجل من بني إسرائيل يذنب الذنب، فيصبح قد كتب على باب بيته إن كفارته أن تنزع عينيك فينزعهما" وروى ابن جرير مرفوعًا: "كان بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم الخطيئة وجدها مكتوبة على بابه وكفارتها، فإن كفرها كانت له خزيًا في الدنيا، وإلا كانت له خزيًا في الآخرة، "وقد أعطاكم الله خيرًا من ذلك ومن يعمل سوءًا أو يظلم نفسه"، وروى البيهقي مرفوعًا: "كان بنو إسرائيل إذا أذنب أحدهم ذنبًا، أصبح وقد كتبت كفارته على أسكفة بابه، وجعلت كفارة ذنوبكم قولا تقولونه، تستغفرون، الله فيغفر لكم".
"وأصل الإصر الثقل" بكسر المثلثة، وفتح القاف، وتسكن للتخفيف ضد الخفة، وأما واحد الأثقال، فبالسكون، كحمل وأحمال والثقل، بفتحتين متاع المسافر وحشمه، أو مطلق المتاع "الذي يأصر"، بكسر الصاد "صاحبه أي: يحبسه من الحراك" بفتح أوله وثانيه، "لثقله"، فلا يقدر على التحرك.
"ومنها: إن الله تعالى أحل لهم كثيرًا مما شدد على من قبلهم" يريد الله بكم اليسر، ولا يريد بكم العسر، وقال صلى الله عليه وسلم: "إن الله رضي لهذه الأمة اليسر، وكره لها العسر"، رواه الطبراني برجال الصحيح، "ولم يجعل عليهم في الدين من حرج" بل سهله، "قال تعالى" {هُوَ

<<  <  ج: ص:  >  >>