"وجويبر ضعيف جدًا، والضحاك عن ابن عباس منقطع" لأنه لم يسمع منه، والضحاك كثير الإرسال، وقد عزاه العراقي لآدم بن أبي إياس في كتاب العلم والحلم، بلفظ: "اختلاف أصحابي رحمة لأمتي"، قال: وهو مرسل ضعيف. "وهو كما قال الحافظ شيخ الإسلام ابن حجر: حديث مشهور على الألسنة" لفظ المقاصد: قرأت بخط شيخنا، يعني الحافظ ابن حجر، أي حديث "واختلاف أصحابي لكم رحمة"، معنى حديث مشهور على الألسنة، وبهذا يتضح قوله: "وقد أورده ابن الحاجب في المختصر" الأصولي في مباحث القياس بلفظ: "اختلاف أمتي رحمة للناس" وإنما كان بمعناه؛ لأن اختلاف الصحابة في معنى اختلاف الأمة، كما أفصح به غيره، وكذا أورده نصر المقدسي في كتاب الحجة له، والبيهقي في الرسالة الأشعرية، ولم يذكرا له سندًا، ولا صحابيًا، وكذا إمام الحرمين والقاضي حسين. قال السيوطي: ولعله خرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إليها، "قال" الحافظ: "وكثر السؤال عنه، وزعم كثير من الأئمة؛ أنه لا أصل له" بهذا اللفظ، "لكن ذكره الخطابي في غريب الحديث مستطردًا" مصدر ميمي، أي: استطرادًا لمناسبة. "وقال: اعترض على هذا الحديث رجلان، أحدهما ماجن" بكسر الجيم: اسم فاعل من مجن مجونًا، طلب وغلظ، ومنه الماجن لمن لا يبالي قولا وفعلا كأنه صلب الوجه، "والآخر ملحد" طاعن في الدين، قال بعض الأئمة: وهم في زماننا الباطنية المدعون أن للقرآن ظاهرًا وباطنًا، وأنهم يعلمون الباطن، فأحالوا بذلك الشريعة، لأنهم تأولوا بما يخالف العربية التي نزل بها القرآن، وقال أبو عبيدة: ألحد إلحادًا، جادل ومارى، ذكره المصباح، "وهما إسحاق