للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رواه أحمد والطبراني في الكبير، عن حديث أبي عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ورجال أحمد ثقات ولفظه: "الطاعون شهادة لأمتي ورحمة لهم ورجز على الكافرين".


لغيرهم وبلاء رحمة لهم؛ لحصول الشهادة لهم به، وأن العادة لا تؤثر بنفسها؛ لأنه كان بلاء بنفسه لمن تقدم، ثم عاد بنفسه وصفته رحمة، والصفة واحدة لم تتغير، "رواه أحمد والطبراني في الكبير من حديث أبي عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم" مشهور بكنيته، قيل: اسمه أحمر براء آخره، وقيل: سفينة، قال في الإصابة: والراجح أنه غيره.
ووقع في الاستيعاب أحمر بن عسيب، وتعقب: ويحتمل أن كنيته وافقت اسم أبيه، "ورجال أحمد ثقات، ولفظه: "الطاعون شهادة لأمتي ورحمة لهم ورجز" بكسر الراء، أي: عذاب "على الكفار" ووقع في بعض الأصول رجس، بسين بدل الزاي، والمعروف بالزاي.
وروى أحمد والبخاري عن عائشة: أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الطاعون، فقال: "الطاعون كان عذابًا يبعثه الله على من يشاء وإن الله جعله رحمة للمؤمنين، فليس من أحد يقع الطاعون، فيمكث في بلده صابرًا محتسبًا، يعلم أنه لا يصيبه إلا ما كتب الله له إلا كان له مثل أجر شهيد"، وسر التعبير بمثل أن من لم يمت به له مثل أجره، وإن لم يحصل له درجة الشهادة نفسها.
قال الحافظ: ويؤخذ منه أن من اتصف بالصفات المذكورة، ثم مات بالطاعون له أجر شهيدين، ولا مانع من تعدد الثواب بتعدد الأسباب، كمن يموت غريبًا، أو نفساء بالطاعون، والتحقيق أنه يكون شهيدًا بوقوعه له، ويضاف له مثل أجر شهيد لصبره، فإن درجة الشهادة شيء وأجرها شيء، قال: ويؤخذ منه أن من لم يتصف بذلك لا يكون شهيدًا؛ وإن مات بالطاعون، وذلك ينشأ من شؤم الاعتراض الناشئ عن الضجر والسخط للقدر, وفي الصحيحين مرفوعًا: "الطاعون رجز أو عذاب، أرسل على طائفة من بني إسرائيل فإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها فرارًا منه، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تهبطوا عليها".
قال الخطابي: أحد الأمرين تأديب وتعليم، والآخر تفويض وتسليم، وروى أحمد برجال ثقات عن عائشة مرفوعًا: "الطاعون غدة كغدة البعير المقيم به، كالشهيد والفار منه كالفار من الزحف".
وروى الطبراني وأبو نعيم بإسناد حسن، عن عائشة مرفوعًا: "الطاعون شهادة لأمتي، ووخز أعدائكم من الجن غدة كغدة الإبل، تخرج في الآباط والمراق، من مات منه مات شهيدًا، ومن أقام به، كالمرابط في سبيل الله، ومن فر منه كالفار من الزحف".
وروى الحاكم، عن أبي موسى مرفوعًا: "الطاعون وخز أعدائكم من الجن"، وخز بفتح الواو وسكون المعجمة، ثم زاي: أي: طعن، وفي النهاية تبعًا للهروي، إخوانكم، قال الحافظ:

<<  <  ج: ص:  >  >>