وإذا سهرت وجعت نلت مقامهم ... وصحبتهم في الحل والترحال بيت الولاية قسمت أركانه ... ساداتنا فيه من الأبدال ما بين صمت اعتزال دائم ... والجوع والسهر النزيه العالي "وعن معروف" بن فيروز "الكرخي" بفتح فسكون فخاء معجمة نسبة إلى كرخ ببغداد الإمام شيخ السلسلة، أستاذ السري السقطي، لم يكن في العراق من يربي المريدين في زمنه مثله، حتى عرف جميع المشايخ فضله، وكان ابن حنبل وابن معين يختلفان إليه يسألاه ولم يكن مثلهما في علم الظاهر، فيقال لهما مثلكما يفعل ذلك، فيقولان: كيف نفعل إذا جاءنا أمر لم نجده في كتاب الله ولا سنة رسوله، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "سلوا الصالحين". وكرامته كثيرة وكان يهدى إليه طيبات الطعام فيأكل، فقيل له: إن أخاك بشرا الحافي لا يأكل، فيقول: أخي قبضه الورع وأنا بسطتني المعرفة، إنما أنا ضيف في دار مولاي مهما أطعمني أكلت، مات سنة إحدى ومائتين. "من قال: اللهم ارحم أمة محمد في كل يوم كتبه الله من الأبدال" إن فعل الطاعات واجتنب المنهيات أو أن قائل ذلك وإن كان مرتكبًا للحرام، يوفق للتوبة النصوح إلى أن يكون منهم، ثم لا يلزم من كتبه منهم في الأجر كونه منهم حقيقة نحو حديث: "من حفظ على أمتي أربعين حديثًا"، وخبر: "أعطي أجر الشهيد" "وهو في الحلية" عن معروف "بلفظ من قال في كل يوم عشر مرات: اللهم أصلح أمة محمد، اللهم فرج عن أمة محمد، اللهم ارحم أمة محمد كتب من الأبدال" مصاحبة ووصفًا بحيث يحشر معهم لا ذاتًا، فلا ينافي أن قائل ذلك يكون منهم وإن ولدهم أولاد كثيرة "وعن غيره قال: من علامة الأبدال أن لا يولد لهم" لئلا يشغلوا عما أقيموا فيه، ولا يرد على ذلك الأنبياء ونحوهم لأن البدلاء لم يصلوا إلى مقامهم، "ويروى في مرفوع" إلى النبي صلى الله عليه وسلم "معضل" بأن سقط من سنده اثنان ففوق، وهذا رواه ابن أبي الدنيا في كتاب الأولياء عن بكر بن خنيس بمعجمة، ونون ومهملة مصغر الكوفي صدوق له أغلاط قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "علامة أبدال أمتي أنهم لا يلعنون شيئًا" من المخلوقات "أبدًا" لأن اللعن: الطرد والبعد عن الله وهم إنما يقربون إلى الله ولا يبعدون عنه ويروى عن معاذ مرفوعًا: "ثلاث من كن فيه فهو من الأبدال الرضا