للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال يزيد بن هارون: الأبدال هم أهل العلم، وقال الإمام أحمد، إن لم يكونوا أصحاب الحديث فمن هم؟

وفي تاريخ بغداد للخطيب، عن الكتاني، قال: النقباء ثلاثمائة، والنجباء سبعون، والبدلاء أربعون، والأخيار سبعة، والعمد أربعة، والغوث واحد، فمسكن النقباء المغرب، ومسكن النجباء مصر، ومسكن الأبدال الشام.


بالقضاء والصبر عن محارم الله والغضب في ذات الله"، رواه الديلمي. "وقال يزيد" بتحتية أوله فزاي "ابن هارون" السلمي مولاهم أبو خالد الوسطى، ثقة متقن من رجال الجميع عابد، مات سنة ست ومائتين، وقد قارب التسعين "الأبدال هم أهل العلم" النافع، وهو علم الظاهر والباطن لا الظاهر وحده، "وقال أحمد" الإمام ابن حنبل: "إن لم يكونوا أصحاب الحديث فمن هم" قال الحافظ ابن رجب الحنبلي في فضل الشام له: مراد أحمد بأصحاب الحديث من حفظه وعلمه وعمل به، فإنه نص أيضًا من عمل بالحديث لا من اقتصر على طلبه، ولا ريب أن من علم سنن النبي صلى الله عليه وسلم وعمل بها وعلمها الناس، فهو من خلفاء الرسل وورثة الأنبياء ولا أحد أحق بأن يكون من الأبدال منه، انتهى. وقال غيره مراده من هو مثله ممن جمع بين علمي الظاهر والباطن، وأحاط بالأحكام والحكم والمعارف كسائر الأئمة الأربعة ونظرائهم، فهؤلاء خيار الأبدال والنجباء والأوتاد، فاحذر أن يسوء بأحد منهم وأن يسول لك الشيطان، ومن استولى عليه ممن لم يهتد بنور المعرفة إن المجتهدين لم يبلغوا تلك المرتبة، وقد اتفقوا على أن الشافعي كان من الأوتاد، وقيل: إنه تقطب قبل موته، "وفي تاريخ بغداد للخطيب" وتاريخ الشام لابن عساكر كلاهما، "عن الكتاني" بالفتح والفوقية نسبة إلى الكتان، وعمله الإمام المحدث المتقن أبي محمد عبد العزيز بن محمد بن علي التميمي الدمشقي محدث دمشق، ومفيدها سمع الكثير وألف وجمع. قال الذهبي: ويحتمل أن يوصف بالحفظ في زمنه، ولو وجد في زماننا لعد في الحفاظ. وقال ابن الأثير: حافظ كبير متقن: روى عن تمام بن محمد وغيره وعنه الخطيب وابن ماكولا وغيرهما، مات سنة تسع وثمانين وثلاثمائة "قال: النقباء ثلاثمائة" لعلهم الذين قال فيهم: قلوبهم على قلب آدم، "والنجباء سبعون والبدلاء أربعون، والأخيار سبعة، والعمد أربعة" وهم الأوتاد "والغوث واحد، فمسكن النقباء المغرب ومسكن النجباء مصر" المدينة المعروفة، فلا تصرف كقوله: {ادْخُلُوا مِصْرَ} ، "ومسكن الأبدال الشام" أي: أكثرهم فلا يخالف ما مر أن ثمانية عشر بالعراق إن صح، ثم المراد محل إقامتهم، فلا ينافي تصرفهم في الأرض كلها كما مر في حديث: "وهم في الأرض"، "والأخيار سياحون في الأرض" لا يستقرون بمكان، "والعمد" الأوتاد "في زوايا الأرض، أي: جهاتها الأربع" واحد بالمشرق وآخر بالمغرب، وآخر بالجنوب، وآخر بالشمال. قال ابن عربي: ولكل ركن من البيت، ويكون على قلب

<<  <  ج: ص:  >  >>