وروى البزار، عن أنس مرفوعًا: "سبع يجري للعبد أجرها بعد موته وهو في قبره من علم علمًا، أو أجرى نهرًا، أو حفر بئرًا، أو غرس نخلا، أو بنى مسجدًا، أو ورث مصحفًا، أو ترك ولدًا يستغفر له بعد موته". وروى ابن عساكر عن أبي سعيد، رفعه: "من علم آية من كتاب الله أو بابًا من علم، أنمى الله أجره إلى يوم القيامة". وروى أحمد والطبراني، عن أبي أمامة، رفعه: "أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت: من مات مرابطًا في سبيل الله" الحديث، فتحصل من هذه الأحاديث أحد عشر أمرًا تلحق بعد الموت نظمها السيوطي، فقال: إذا مات ابن آدم ليس يجري ... عليه من فعال غير عشر علوم بثها ودعاء نجل ... وغرس نخل والصدقات تجري وراثة مصحف ورباط ثغر ... وحفر البئر أو إجراء نهر وبيت للغريب بناه يأوي ... إليه أو بناء محل ذكر وتعليم لقرآن كريم ... فخذها من أحاديث بحصر ولا يرد أن هذه أحد عشر، فينافي قوله غير عشر؛ لأنه نوع التاسع لشيئين، أو ترجم لشيء وزاد عليه، أو قال البيت الأخير بعد ذلك، ويدل له أنه بخطه في شرح ابن ماجه لم يذكر الأخير، وهو وتعليم لقرآن، ولا يعارض هذه قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا مات الإنسان"، وفي رواية: "ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له". رواه مسلم وغيره عن أبي هريرة؛ لأن هذه الثلاثة في الحقيقة أمهات يرد إليها كثيرًا من الأنواع. "ولا يختص الحكم بوقف المصحف، بل يلتحق به كل من وقف" كما صرح به الحديث في قوله: "مسجدًا" ... إلخ، ومعنى قوله في الخبر: ومصحفًا ورثه بالتشديد، خلفه