للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن من الفقهاء المتأخرين من استحبه ومنهم من رآه بدعة، قالوا: والنبي صلى الله عليه وسلم غني عن ذلك، فإن له أجره من عمل خيرًا من أمته من غير أن ينقص من أجر العامل شيء.

قال الشافعي: ما من خير يعمله أحد من أمة النبي صلى الله عليه وسلم إلا والنبي صلى الله عليه وسلم أصل فيه.

قال في تحقيق النصرة: فجميع حسنات المسلمين وأعمالهم الصالحة في صحائف نبينا صلى الله عليه وسلم زيادة على ما له من الأجر، مع مضاعفة لا يحصرها إلا الله تعالى، لأن كل مهتد وعامل إلى يوم القيامة يحصل له أجر، ويتجدد لشيخه مثل ذلك الأجر ولشيخ شيخه مثلاه، وللشيخ الثالث أربعة, وللرابع ثمانية وهكذا، تضعيف كل مرتبة بعدد الأجور الحاصلة بعده إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

وبهذا تعلم تفضيل السلف على الخلف. فإذا فرضت المراتب عشرة بعد النبي صلى الله عليه وسلم، كان للنبي صلى الله عليه وسلم من الأجر ألف وأربعة وعشرون.


من رآه بدعة" مذمومة، "قالوا: والنبي صلى الله عليه وسلم غني عن ذلك" لكن ليس في كونه غنيًا ما يقتضي منع ذلك، بل يجوز أن يكون إهداؤها سببًا في ثواب يصل إليه زائدًا على الثواب الواصل له من كل خير عملته أمته، "وأن له أجر كل من عمل خيرا من أمته من غير أن ينقص من أجر العامل شيء" لقوله صلى الله عليه وسلم: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجر من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا"، رواه مسلم أصحاب السنن، عن أبي هريرة، ومن ثم "قال الشافعي: ما من خير يعمله أحد من أمة النبي صلى الله عليه وسلم إلا والنبي صلى الله عليه وسلم أصل فيه" لأنه إنما علم بإرشاده.
"قال في تحقيق النضرة" للزين المراغي المحدث: "فجميع حسنات المسلمين وأعمالهم الصالحة في صحائف نبينا صلى الله عليه وسلم زيادة على ما له من الأجر مع مضاعفة لا يحصرها إلا الله تعالى، لأن كل مهتد وعامل إلى يوم القيامة يحصل له أجر، ويتجدد لشيخه مثل ذلك الأجر" لدلالته له عليه، "ولشيخ شيخه مثلاه، وللشيخ الثالث أربعة، وللرابع ثمانية، وهكذا تضعيف كل مرتبة بعدد الأجور الحاصلة بعده إلى النبي صلى الله عليه وسلم".
"وبهذا تعلم تفضيل السلف على الخلف" لأن السلف يحصل لهم ثواب ما عملوه، ويزيد عليه ثواب بمن أخذ منهم بواسطة أو بدونها، مضاعفًا على ما علم، فيفضلون الخلف، وهو من تأخر عنهم بذلك، "فإذا فرضت المراتب عشرة بعد النبي صلى الله عليه وسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم من الأجر ألف وأربعة وعشرون" لعل ذلك بواسطة ما يحصل لكل عامل من المضاعفة، مضمومًا إلى بقية أعمال من دونه، مثلا ما يكتب للرابع من الثمانية يكتب للنبي مثله، مع عمل من دونه من الأول

<<  <  ج: ص:  >  >>