للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأولياء من الملائكة. انتهى.

وذهبت المعتزلة والفلاسفة وبعض الأشاعرة إلى تفضيل الملائكة، وهو اختيار القاضي أبي بكر بن الباقلاني، وأبي عبد الله الحليمي، وتمسكوا بوجوه:

الأول: أن الملائكة أرواح مجردة كاملة بالعقل مبرأة عن مبادئ الشرور والآفات كالشهوة والغضب، وعن ظلمات الهيولي والصورة، قوية على الأفعال


إلى الحق، ويبلغونهم ما نزل إليهم، "أفضل من الرسل من الملائكة" وهم الذين يتوسطون بين الله وبين الأنبياء، فهم رسل بالمعنى اللغوي، كقوله: {جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا} [فاطر: ١] ، أما الاصطلاحي، وهو إنسان حر ذكر، أوحي إليه بشرع، وأمر بتبليغه، فلا يكونون رسلًا، إذ لا شيء من الملائكة بإنسان، "والأولياء من البشر".
قال السيوطي: وهم من عدا الأنبياء.
"أفضل من الأولياء من الملائكة" وهم من عد خواصهم، كما أفاده السيوطي. "انتهى" كلام البيهقي.
وإنما يوافق دعواه بتأويل أولياء البشر بالصلحاء الذين لا كبيرة لهم ولا إصرار على صغيرة، لا بما عرفه التفتازاني؛ أنه العارف بالله، وصفاته حسبما يمكنه المواظب على الطاعات، المجتنب عن المعاصي، المعرض عن الانهماك في اللذات والشهوات، "وذهبت المعتزلة والفلاسفة وبعض الأشاعرة" أي: أهل السنة، كأبي إسحاق الإسفراييني، والحاكم أبي عبد الله، "إلى تفضيل الملائكة، وهو اختيار القاضي أبي بكر" محمد بن الطيب "بن الباقلاني" بتخفيف الللام والنون، نسبة إلى بيع الباقلاء، "وأبي عبد الله الحليمي" واختاره أيضًا الإمام فخر الدين في المعالم، وأبو شامة.
قال البيهقي: وأكثر أصحابنا ذهبوا إلى القول الأول، والأمر فيه سهل، وليس فيه من الفائدة إلا معخرفة الشيء على ما هو به. انتهى.
"وتمسكوا بوجوه" نحو عشرين، اقتصر منها على أربعة: "الأول" وهو أضعفها، "أن الملائكة أرواح مجردة".
قال الآمدي: هذا غير مسلم، بل أجسام ذات أرواح، والتفاوت في هذا المفهوم ليس بمسلم، "كاملة بالعقل" بمعنى أنها "مبرأة عن مبادئ الشرور والآفات، كالشهوة والغضب" والخيال والوهم، "وعن ظلمات الهيولي".
قال المجد: القطن، وشبه الأوائل طينه العالم به، أو هو في اصطلاحهم موصوف بما يصف به أهل التوحيد الله تعالى، أنه موجود بلا كمية وكيفية، ولم يقترن به شيء من سمات

<<  <  ج: ص:  >  >>